خيانة الأصدقاء

تبا لكم يا من بالأمس حسبتكم أصدقاء. إدعيتم الصدق وزينتم لي الإخلاص والوفاء. ظلمتموني، صعب علي أن أسامح من لي قد أساء. كنت في حبكم كحب المطر للشتاء، أحببتكم كحب العاشق للورود الحمراء. إذهبوا عني فأني اليوم منكم براء. لطختم حياتي بالسحب السوداء، وأنا من ظننتكم كالطيور الحمائم البيضاء، وعددتكم خلاناً أوفياء

 كنتم ليَ كورد جوري زهى بألوانه الحمراء، وأودعت فيكم ثقتي فكانت ثقتي بكم مطلقة عمياء. بدت قلوبكم كأنما ملأت بالنقاء، فعشقتكم كما يعشق الطير السباحة في السماء. كنت لكم كالبدر وقد أنارت أضوائه عتمة المساء

أنتم يا أسفي، من الحيلة والدهاء كنتم قمةً في الأداء. يا من زينتم لي في أنفسكم الحكمة والفطنة والذكاء. اخجلوا من أنفسكم، كفاكم تفاخراً وادعاءاً. بعضاً من خجل، تحلوا بالقليل من الحياء

يا حسرتي قد لبستم ثوب خيانة، وما أسوأه من رداء، وبنيتم جبلاً من الحقد وما أبشعه من بناء. بعتموني بأرخص الأثمان وتجاهلتم الأستغاثة والنداء

 يا حسرتي بما توهمت فيكم، يا له من ألم يعصف في القلب ويا له من عناء،. ظننت قلوبكم صفاءاً كصفوة السماء. تلاشى حبكم المزعوم فأفِـل من قاموسي الهناء، وانهزمت فرحتي بكم بعدما تنكرتم لي وناصبتموني العداء. قد كرهت الحياة والعيش فوق التراب. قد كرهت في هذه الدنيا البقاء

إني لكم ناصح، عودوا إلى صوابكم كونوا عقلاء. وعوا أنني وإن راح مالي افترشت الأرض وتظللت بالسماء، وبت أحيا حياةً يغبطني عليها البسطاء، ما كان مالي لينفعكم، بل صالح أعمالكم، يجزيكم بها رب السماء. يا رب استجب لدعاءي واكشف عنهم كل غطاء، حتى يبدو للناس ما يخفون من مكر وما يضمرون من إيذاء

قد تخلى عني الجميع من أهل ومن أصدقاء، فاشفني يا رب من دائي، فأنا ما عدت أجد له الدواء. ما لي سوى رحمتك يا رب أرجو، فعجل لي يا ربي بالشفاء