وعلى الباغي تدور الدوائر
كان هنالك منزل تعيش فيه أم وأطفالها الثلاثة، لا تجاوز أعمارهم عشر سنوات. وكان الزوج كثير الأسفار بحكم عمله، في الاستيراد والتصدير. وكان لهذه الأم والدة ، تعيش في دار للعجزة، تأتيها ابنتها كل بضعة أيام لزيارتها
وفي إحدى المرات، أصطحبت الأم أولادها الثلاثة معها الى الدار، وقد حملت بعض الطعام لوالدتها المريضة، وتركت أولادها في غرفة الانتظار، وقد زودتهم ببعض الأوراق وأقلام التلوين، يسلون بها أنفسهم ، ريثما تنتهي والدتهم من زيارة أمها
أنهت الأم زيارتها، وعادت لترى ماذا رسم الأولاد في غيبتها
نظرت في رسوم الكبير، فاذا به قد رسم سيارات وأشخاصا يعبرون الشارع، فابتسمت له. نظرت في رسم ابنتها الوسطى فاذا بها قد رسمت بعض الزهور، فأقبلت عليها تقبلها بحنان. أما ابنتها الصغرى، فوجدتها قد رسمت عدة مربعات متشابكة، وإلى يمينها رسمت مربعا منعزلا ، فتعجبت من رسمها
فسألتها: ما هذه المربعات الجميلة ؟
قالت لها: هذا بيتي عندما أكبر
قالت الأم: وذلك المربع الى جانب بيتك ؟
فأجابتها : هذه الدار التي سأضعك فيها عندما تكبرين
إنهارت الأم وجهشت بالبكاء مما سمعته وجلست منهارة لا تدري ما تقول
وعلى الباغي تدور الدوائر. قال الشاعر
أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً……..بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر
قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى……..ولك الجواهر والدراهم والدرر
فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا……..والقلب أخرجـه وعاد على الأثر
ولكنه من فـرط سرعته هوى……..فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر
ناداه قلب الأم وهـو معفـر……..ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
هذا قلب الأم…….فأين البارين بها ؟
Labels: الباغي الأم شعر بر الوالدين
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home