لا تتنكوت ولا حدا ينكت عليك

نهاية الأسبوع الماضي، عدت أنا وصديقي من زيارة. توجهنا إلى موقف عمومي للسيارات، حيث ركنت سيارتي.

صعدنا الى السيارة، أدرت المحرك ومصابيح السيارة، ولما هممت بالرجوع إلى الخلف، لننطلق إلى وجهتنا، لاحظت ورقة ملصقة على زجاج سيارتي الخلفي وقد توسطته وحجبت عني الرؤية. ولما هممت بالنزول من السيارة لنزعها، فاذا بصديقي يقول لي : لا تفعل ذلك، وانطلق بنا بسرعة من هنا " دخيل عرضك"

قلت له: لم ذلك؟ فقال لي وقد بدا عليه التوتر: إنطلق الآن فورا، سأخبرك ونحن في الطريق.
 
وبعد أن انطلقت بسرعة، كمن ينطلق من خط البداية في سباق الفورمولا وان، إلتـفت إلى صديقي فقـلت له: هيا أخبرني، ماذا تنـتظر؟ لقد أدخلت الرعب إلى قلبي، كأنك رأيت ديناصورا مقبلا علينا ليأكلنا. أجابني وقد غلبه الضحك: لا يا صديقي، ما رأيت ديناصورا ولا كينغ كونغ ولا شيئا من هذا القبيل.

توقفت عن الكلام وقد تجهم وجهي من الغيظ، حيث أنه لم يتوقف عن الضحك متمتما بكلمات متقطعة لم أفهمها من فرط ضحكه، قلت له : “ شو فلت معك الزمبرك؟" بالعربي الدارج. إنتظرته بصمت حتى أنهى مسلسل الضحك، ثم قال: لا يا صديقي، إنها طريقة جديدة مبتكرة لسرقة السيارات، وقد حصلت مع البعض. تدخل سيارتك، تضع محفظتك جانبا وفيها أوراقك الثبوتية، وبضعة مئات من الدولارات ومفاتيح بيتك وصورة زوجتك وسواها من المستندات المهمة.

تدير محرك السيارة، وعندما تنظر للخلف لترجع بسيارتك إلى الوراء، ترى قطعة من الورق ملصقة وسط الزجاج الخلفي للسيارة، وبها بعض العبارات المكتوبة، وحيث أنها تعيق الرؤية، فانك سوف تخرج من سيارتك لازالتها ”متل الأطرش بالزفة” وعندما تقترب لنزعها، يظهر “غوتزيللا” قصدي السارق، من الموقع الذي يختبئ فيه، ليندفع داخل سيارتك وينطلق بها، وأنت واقف مشدوه كالأبله، لا تدري كيف انطلت عليك الحيلة، لتعود إلى بيتك “أوتوستوب” أو سيرا على الأقدام، متسائلا كيف ستخبر زوجتك بالموضوع أو كيف ستخبر أصدقائك بما حصل ليضحكوا حتى الشبع ويتناقلون الخبر، وكأنها نكتة الموسم