سوق الحمير
وصَفوكَ تمَلقاً بالشاعرِ النِحرير ... فَحسِبتَ نفسَكَ من التيهَ جَـريرََََ
وإنْ لاقــيتَ فـوارسَ الشـعراءِ ... وَهِمتَ أنَّــكَ على النِـزالِ قَــدير
وتُـداني في البـروزِ كَـواسِرَهُم ... فعَـجَـباً لـنـبَّـاحٍ فــاقـدِ التفــكير
إن كانً من طَبعِ الكلابِ النُباحُ ... فـــإنَّ من شأنِ الأسودِ الزَّئـــير
عنـدَ الإخـتـبارِ يُميَّــز اللَّـبـيبُ ... ويضيعُ الحمارُ في زَحمةِ الحَمير
لا الخــيلُ ولا الـلـــيلُ يَـعـرفُـكَ ... تائـهٌ في البيـداءِ مـا لَـكَ نَصـير
نُسـديكَ نُصحـاً فـتُـمعٍنُ غَـــياً ... ويَصـدُرُ من فيـكَ أقبَـحُ التَّعـبير
أسقــطْ عــنــكَ رداءَ الخُـيــلاءِ ... فلا أنتَ في العيرِ ولا في النَّفير
إن مُــدِحْتَ تَـواضـعْـت تَـكَـبُّراً ... وقـلتَ مـا أنـا ألا أخـطـلٌ صَغير
غـرَّك ثنـاءُ امرئِ ذي جَهــالَةٍ ... وشهادةُ مُـداهنٍ تَـعَمَّـدَ التزوير
يــمدحُــكَ الماكـــرونَ جَـهـارَةً ... ويهــجونًكً تــوَّاً عـندما تًستدير
العُجْـبُ أعـماكَ والجهــلُ بيِّـنٌ ... لـكلِ أريــــبٍ أعـشـى وضَــريــر
أوردَكَ اللسِّــانُ مــواردَ سـوءٍ ... بـاللهِ منــكَ يا أحمــقُ نَستَـجــير
لسانُكَ سجَّانُكَ إن صُنـتَهُ زانَكَ ... فاكبـحْ لسانَكَ عَــوِّدهُ الـتَّـقــتيـر
وازجُـــرْ فُــؤادَكَ وارتَـقِ تَرقَ ... خـالِفِ الشيـطانَ وحَكِّم الضَّمير
لا تُقبلْ على صَنعةِ لستَ أهلها ... إنَّ المُــنى لا يُطــاوِلُـهُنَّ قَصير
نسجُ المـعــاني كالنقشِ مَوهِبَةٌ ... لا تُـشــتَرى البـراعـةُ بالـدَّنانير
والشــعرُ فــنٌّ ليـــسَ يُــتــقِــنُهُ ... إلا حــاذقٌ بِنَــظــمِهِ فَـــذٌّ جَـدير
إنْ رُمتَ شِعـراً فالـتزِمْ إحْكامَهُ ... وصُنْ الحرفَ عن زيغٍ وتبـذير
تعـلَّم فــلا يولَـدُ المرءُ معــلَّماً ... وبنور العـلمِ يَستَهدي المُستنير
كم زلـةٍ لَـكَ في الإعـرابِ بَـدَتْ ... رقـماً ومعنىََ يا بائسُ يـا كَسير
تَنصُبُ مَرفوعاً وتَرفَعُ مَنصوباً ... واللحنُ في الإعرابِ لهُ مَحاذير
ضحكَ الضَّـاحكونَ من سقطاتكَ ... يا واهِيَ الأفكارِ لا يَنفعُ التَّبرير
فـما لا يُــفـقَـهُ عــنـدَكَ مُـضْـمَرٌ ... مـكنونٌ في لُبِّ الكــاتبِ الكَـبير
خانتْـــكَ الظــنونُ أيها المَفتونُ ... لا تسمو عِمارةٌ من غيرِ تَعمير
الــديكُ يَخــتـالُ بنـفسِهِ تَبـاهيـاً ... يِضربُ بجَــناحيهِ إنما لا يَطير
رجــالُ الفكرِ بالعِــلمِ يُعــرفـونَ ... لا يُـدانـيــهِم أمـيرٌ ولا وَزيــــر
والكلِمَ الطَّـيـبُ في الآفاقِ يأتَلقُ ... كـضِياءِ الــقمـرِ للــناسِ يُنــير
فاتَّـعٍِظ واستَمِعْ للُّنصحِ لا تَـكُن ... كواقفٍ في الدَّربِ والدَّربُ يَسير
ولا كـشـمعةٍ تُـحـرقُ نَفــسها ... تَرجو الصُّمودَ في وجهِ الأعاصير
من تجَــرَّعَ كــأسَ النَّــدامةِ ذَلَّ ... فاتــقِ يــومَ لا يَنـــفَـعُ الـتًّــذكير
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home