صوت صفير البلبل
صـوتُ صـــــفيرِ البلــبلِ ... تَطــريــبهُ يَطـــيـب لـي
صُـبحٌ بديــــعُ مُشــــرقٌ ... وبـــاعــثٌ لــلأمــــــــلِ
دَعــــوتُـــها نَـخرجْ معـاً ... لـــنُـزهةٍ فــي الجَـــبــلِ
نُـــرَوَّحْ عَـــن أنــفسِـــنا ... مــن كَـــلــــلٍ ومَـلـــــلِ
وانطَــلـقـنا فــطَــرقـْـنـــا ... طُـــرْقـــاً ذاتَ جَــمــــالِ
ومَـــررْنــا بــوِهـــــــــادٍ ... وشَـــجـَـــرٍ وتِـــــــــلالِ
حتى بَلـــغْــنــــا يُــنبوعاً ... يَــدفِـقُ من صخرٍ عالي
يصُــــــبُّ فــي بـُـــحـيرةٍ ... تـَـــــلألأت بِــــــــــدَلالِ
تـــنـزَّهـــنا فـــجَلــــــسنا ... شـــرَعـنا في التـَّــأمُّـلِ
لمـــا أطَـــلْــــتُ نَـــظَـــراً ... بـــجَـفــنِــها المُــكـحَّـِل
تـــحـرَّكَت مـن حُـسنــــهِ ... مَـــــشاهدٌ في خَــــيالي
دنـــوتُ أخــطُـفْ قُــبلــةً ... مـن وَردِ خَــدِّها الغـالي
قــــالـتْ لـــــي لا لا لا لا ... لا قُــبَــلٌ فـي الفَــلا لـي
النـــــــاسُ إن رَأونَــــــنا ... تَــكَـركَـبَــتْ مَســائِـلـي
لا لَــيــــلَى لا تَــقــلَــقـــي ... واتـرُكي هذا الأمـرَ لي
قـومي بِــنـا نَــنْـــأى إلى ... مـــكانٍ وسـْـطَ الـدُّغُــلِ
تـــوغـَّـلنــا فــي غـــــابة ٍ...غـالَـيـنـا فـي الـتـغـلغُـلِ
واخــتَــرنا فـيءَ شـجَـــرٍ ... يصرِفْ شُهـــودَ القُـبـل
مــا إن بــــدأتُ غـَــــزلي ... وَقـواقُ وقْ وَقـْـوَقَ لي
دَقْ دقْ دقْ دقْــــدَقَ لــي ... عـلى جِــذعـي المُظـلَّـلِ
أراد أن يــــقـــــولَ لــــي ... لا لا تــقـعْ فــي الــزَّلـلِ
وطَــــيرٌ عــلى خُـــرعُـبٍ ... بـــلونِ ليـــــلٍ ألْــــيَــلِ
نَعَــــــقَ لي مُنَـــــهـــنِهـاً .... دَعــــــاني للــتَّعـــقـُّـلِ
يـا خســيسُ قــمْ خَـسِئـتَ ... سَـوَّدَ الأجـــــواءَ لـــي
والنـحلُ طنْ طنْــطَـنَ لـي ... من قَـــفــــيرٍ كالـقُــلَــلِ
وثعــلـــــــــبٌ أطــلَ لـــي ... مُكــتَــنِـــزٌ لــلـعَــــضَـلِ
وَعْـــوَعَ لـي وَعْــــوَعـةً ... فَـكْـفَـكَـتْ لي مَفـاصـلي
يـا ويـلـتي لا لــيـــلَ لــي ... ما حيـــلتي لا حَـولَ لي
هــــذا مَصــيرُ الأعــــزَلَ ... قــدْ دَنـــا مــنِّي أجَـــلي
هـــيـا بـــنا لا تَســــــألي ... نَـــفِـــرُّ عَــلـى عَــــجَـلَ
فارتَــبَكَــتْ واشــتَبـَــكَـتْ ... أرجُــلُــها بــــــأرجُـــلي
حتى انتــصَــبْتُ قـائــمــاً ... كَـــجَــسـور مُــجَــلجـِــل
عَــــدوتُ عَــدوَ الحَــمَــلِ ... ولَّيــتُ خَـــوفَ مَقـتَــلي
بَـلغـتُ حَـــقــــلَ سُنـــبُــلٍ ... انسَـــلَلْتُ بـينَ الـسُّنــبُلِ
تــــرنَّــــمَ الهـــاتفُ لـــي ... ويْـــحَـكَ مــن مُتَّـــصِـلِ
فـقَــهْـقَـهَـتْ سـاخِـــــــرةً ... وصَعَّـــدتْ بــالقـولِ لي
قـــدْ ضـاقَ مـنكَ كَــلكَـلي ... سُحــقـا لــكَ من رَجُـــلِ
يا أخــــرقُ بــنُ فـطــحَـلٍ ... تَـــخافُ من الخَيْـــطَـــلِ
مــن تـخيـَّــلتَ سَمْسَـــماً .... كــلبٌ ألــيفٌ مــالَ لـــي
فـــهَــــويــتُ مُنــذهِــــلاً ... مـــن خـــبَــلي وخـجـَـلي
طَـحْـــطَـــحَــتـني عِـلَــلي ... سُـقـيــتُ مُــرَّ الحَـنـظـلِ
مـا عادَ لــي فـي الغَـــزلِ ... من نـــــاقـةٍ أو جَـــمَـــلِ
وعُـــدتُ أدراجــــي لهــا ... مُجــــرجِـراً لـِــــذِيَـــــِلي
قــــصيــدتــي نَـظـمتُـــها ... بــعَـجـــلٍ فــي عَــجَــــلِ
أظـهَرتُ فـيها حُـــلـَــلــي ... دسَـسْتُ بعــضَ حِيَـــلي
ومـــــا أنــــا بـألـمَـــــعي ... لكنْ أنـــظُـمْ مــا بـدا لي
عارضتُ فيها الأصْمـعي ... شـــاعرَ حــيِّ الموصــلِ
فـَـقـلـــتُ في مَـطـــلعــها ... صــوتُ صــفيرِ البـــلبـل
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home