زمن الضياع
أحلامُنا تارةً تُفرحنا، وأطواراً تُبكينا. مرةً نُطاردُها، ومراراً تُطاردنا فتؤذينا. هي آمالُنا وأمانينا. هي تَطلعاتنا المُتكسرةِ على صخرةِ واقِعنا، فتصدُمُنا ولا تُرضينا. مهدورةٌ هي في أوطانِنا، وأوطانُنا من أعماقِها تُنادينا. من دونها نفقدُ طعمَ الحياة، ونستسلِمُ عندَها لمآسينا
سنونُ الذلِ تُناجينا، تُذكرنا بخَيباتِ ماضينا. نلملِمُ ما تبقَّى من رفاتِ أحلامِنا، ويَصرخُ حاضرُنا من يأسهِ فينا. عبثاً نفـتِّش عما ينسِّينا، ليستُرَ أوجاعاً غََـرسَتْ في الصدورِ إسفينا
َّنَطوي البكاءَ على أطلالِ شواطينا، فتطوينا الرِّمالُ حتى تجُف مآقينا. في الظلِّ نَحيا والهوان يكوينا. خِرافٌ نحنُ والذئبُ راعينا، والظلمُ أسدلَ أستارهُ، عن الأمانِ يُقصينا. تهفو قلوبُنا من الأسى، لا يُغني عن بؤسِنا تآسينا
شِرذِمةٌ على الرقابِ تسلّطوا، وجَنوا من خيراتِ البلادِ المَلايينَ. تقاسموا المَغانِمَ وقد سنُّوا، على مقاسِهم للتسلطَِ القوانينَ. ماكرونَ تمسْكنوا فتمكَنوا، أمسوا برِجسِ الفساد مَلاعينا. يُنكرون خبثاً ما اجترموا، ولو أظهَرتَ في أفكِهمُ البراهينَ. فلا تأملَن إنصافاََ، ما دام الخصم قاضينا. وما زاد في طغيانهم، إلا تنافُرنا وتَغاضينا، وتَـنادينا بأسماءِهِم، لمْ تهدأ يوماً تَراقينا. قاتلَهم الله إذ عاثوا خَراباً، بحرُ وعودِهم نَعاهَُ ناعينا. فرَّقوا ذاتَ البينِ واتَّحدوا، فلا أعان الله المُستبِدينَ
متى ينقَلبُ السجَّانُ سَجينا. متى يَسري الماءُ عذباً في سواقينا، ليُحيـينا ويُحيي بالصفاءِ مََراعينا. متي يعودُ ربيعُ العدلِ والورودُ باسمةٌ، ليروي الروحَ نِسرينا، وصوتُ الحقِّ يصدَحُ مجلجلاً، وقد عمَّ البطاحَ والميادينَ. متى تشتَدُّ لنا سواعدٌ، تُحرقُ بالشهبِ الشياطينَ
شُلت أيادينا، عن شرورِ ندَّت بوطأتها الجبينَ. أحلامُنا طعنَّاها سِكينا. نبحثُ مشرِّقينَ ومُغرِّبينَ، عن طامع بأرضنا يحابينا. هو داءٍ لطالما استحْكَمتْ دوائرُهُ فينا
ما الشفاءُ إلا في تسامينا. متى نعودُ لمُبادينا، ونصحو من غفلةٍ غيَّبت بثقلها مَرامينا. متى نستقيمُ، لنعيدَ للأمورالموازينَ. متى نتركِ الأحقادَ لتعلو بنا مَراقينا، ويَحلو بِصَفح القـلوبِ تَصافينا. إنهُ تشتُّـتنا، هو الذي يضعفنا لا يقوينا. إنه النفاقُ، هذا الذي يُشقينا. أليسَ العدلُ يَكفينا، ويُنصِفُنا ويُرضينا، لِمَ إذاً بَخِلتْ به أيادينا
أي شئ يثنينا، عن دحرِ طُغاةِ ظالمينَ. لِمَ الأهواءُ تعمينا، والمالُ ما فتئ فتاناً يُغوينا. يناكفُ بعضُنا بُعضاً، ونبتدي بالأذى من ليسَ يُؤذينا. فرَّقتِ الأيامُ جمعَنا، فرَّق حبَّ الذات المحبينَ. هلا خجِلنا من مَعاصينا. صلاحُ النفسِ وَحدهُ يُزكَّينا، يُغني نُفوسَنا فيُثرينا. أليسَ الحريُّ أن نكونََ للرقيَّ عناوينا، أليس التكافلُ من سطوةِ الأيامِ يحمينا. من لسبلِ الفلاحِ يَهدينا
ظلامٌ ثـقيلٌ يُغرقنا، في غَياهبِ الحَسرةِ يُوارينا، والجرحُ ما انفكَّ نازفاً، وقد أشبِعَ تبريداً وتسخينا. سنبكي على ضياعِ العمرِ يوماً، في غفلة منا كان العمر يبكينا
كفانا تلوُّناً وتلوينا. لن نُدركَ العُلا حتى نكونَ مُضحِّينَ. عَسانا نُغيِّرُ ما بأنفسِنا، لا خابتْ في ذلكَ مَساعينا. عسانا نَصحو من كبواتِنا، ويُمكِّـنُنا اللهُ تَمكينا. اللهمًّ آمينا. اللهمًّ آمينا
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home