في ذكرى المولد النبوي الشريف

هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ويتصل نسبه الى سيدنا ابراهيم عبر ولده اسماعيل، وأمه صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف. تزوج عبد الله والد النبي آمنة وعمره ثماني عشرة سنة ، وهي يومئذ من أفضل نساء قريش نسباً وأكرمهم خلقاً. ولما دخل بها حملت برسول الله، وسافر والده عبد الله عقب ذلك، بتجارة له إلى الشام فأدركته الوفاة بالمدينة وكانت آمنة بعد حاملا في شهرها الثاني

ولما تمت مدة الحمل، ولدته بمكة المشرفة في الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي أغار فيه ملك الحبشة على مكة بجيش تتقدمه الفيلة، قاصداً هدم الكعبة فأهلكهم الله تعالى. توفيت والدته وهو رضيع فأرضعته حليمة السعدية ورأت وزوجها ببركته الخير في وقت كانوا يعانون فيه من القحط. ومعنى محمد من كَثُرَ حمدُ الناسِ له لكثرة خصاله الحميدة

لما أراد أبو طالب أن يسافر إلى الشام في تجارة له، رغب رسول الله أن يرافقه، فأخذه معه وسنه إذ ذاك اثنتا عشرة سنة ولما وصلوا بصرى في بلاد الشام قابلهم بها راهب اسمه بحيرا، وكان يقيم في صومعة له هناك،فلما رأى النبي وأمعن فيه النظر ورأى الغمامة التي كانت تظله ،عرف أنه النبي العربي الذي بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ، وقال لعمه أنه سيكون لهذا الغلام شأن عظيم، فارجع به الى مكة واحذر عليه من اليهود

تزوج صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد وكان لها شرف رفيع في قومها.وقد مكث صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بالسيدة خديجة يشتغل بالتجارة والتعبد حتى بعثه الله رحمة للعالمين

كان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده إلى المكارم والفضائل في أموره كلها،وقد نشأ ممتازا بكمال الأخلاق متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه بالأمين وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم

حفظه الله منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم، حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً. كان ملتزما بمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء، بعيدا عن النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة

كان رسول الله ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ابيض مشرب بحمرة، رجل الشعر ليس بالسبط و لا الجعد، يصل شعره الى شحمة أذنيه واحيانا الى كتفيه، شديد سواد العين، واسع الجبين

أول من ولد له القاسم ثم زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم ولد له عبدالله، وأمهم جميعاً خديجة وأول من مات من ولده القاسم ثم عبدالله كما رزق إبراهيم من مارية القبطية إلا انه توفي وعمره ستة عشرة شهراً

من أقواله صلى الله عليه وسلم

من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

من كان لأخيه عنده مظلمة فليتحلله قبل ان لا يكون دينار ولا درهم

لا يحل لمسلم ان يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه

لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخيك بوجه طلق

ليس الشديد من غلب الناس لكن الشديد من غلب نفسه

اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث

اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن