أكياس أمان في السيارة لحماية المارة
تعتبر حوادث السيارات من أكثر الأسباب المؤدية الى وفاة العديد من الناس، ففي شوارع أوروبا يلقى نحو 4600 شخص في السنة حتفهم من جراءها. وحيث إن السيارات لا غنى للناس عنها في تيسير أمور حياتهم، فقد راح المسؤولون عن أمن الناس وسلامتهم ينسقون مع الخبراء وشركات إنتاج السيارات منذ سنين عديدة، لتوفير أكبر قدر لحماية راكبي السيارة. فابتكروا حزام الأمان و كيس الأمان، وهو كيس مطاطي يوضع مطوياً في مكان خاص أمام السائق والراكب وحتى عند الابواب في بعض السيارات الحديثة للحماية من الاصطدامات الجانبية، وهو مصمم بحيث إذا ما اصطدمت السيارة بأي شيء ينتفخ مشكلاً وسادة حماية تقي الركاب من حدة الاصطدام . وتتم العملية أوتوماتكياً وفي أجزاء من الثانية بالطبع.
وهذا كله مخصص لحماية من هم بداخل السيارة فقط؛ فماذا عن آلاف المارة الذين يموتون سنويا ضحايا حوادث السيارات؟ لقد ظل هذا النوع من الحماية غير متوفر إلى يومنا هذا. لذلك فإن الفكرة المطروحة من الاتحاد الأوروبي هو إلزام شركات تصنيع السيارات، تزويد موديلاتها الجديدة بأكياس أمان لحماية المارة، إذا ما صدمتهم سيارة.
وتجدر الاشارة الى أن السيارة، عندما تصدم شخصاً ،إنما تصيبه في نصفه الأسفل، فيطير في الهواء، ليعود فيرتطم بالأرض أو بالسيارة مرة أخرى فيقع على غطاء الموتور ويصطدم رأسه بالزجاج الأمامي ، لذلك أجريت اختبارات في ألمانيا لإمكانية تزويد السيارات بكيس أمان خارجي، من شأنه أن يخفف من وطأة الصدمة الثانية التي فيها مكمن الخطورة
معهد آخين الالماني لشؤون السيارات، رأى أن الوضعية المثلى لكيس الحماية الخاص بزيادة أمن المشاة، هو بين غطاء الموتور والزجاج الأمامي للسيارة، وطريقة عمله لن تختلف عن أكياس الأمان التي بداخل السيارة فهو يعمل عن طريق الصادم الأمامي للسيارة، الذي يكون مزوداً بالكترونيات تعمل فور اصطدامه بأي جسم خارجي، حيث تصدر الأوامر للغاز المخصص لنفخ الكيس، فينطلق هو بدوره وينفتح أوتوماتكياً بسرعة 300 كلم بالساعة مشكلا وسادة أمان تحمي رأس المصدوم عند الارتطام بالسيارة في المرة الثانية
هذه العملية كانت لها في بدايتها بعض المشاكل والآثار السلبية، ومنها أن الكيس عندما ينفتح، يغطي الزجاج الأمامي كله فيحجب الرؤية عن سائق السيارة. لذا فقد كان هناك حاجة إلى تطويره، بحيث يسمح للسائق أن يرى من خلاله. وهذا النوع الأخير قامت بتطويره شركة تويوتا اليابانية. أضف إلى ذلك أن ارتفاع سعر التكلفة يعتبر من المشاكل التي قد تقف عائقاً أمام إنتاج هذا النوع من أكياس الأمان بوجه عام، حيث لا تزال بعض شركات إنتاج السيارات مترددة في تنفيذه، وهي تقترح بديلاً أقل تكلفة بأن تدخل تحسيناً على غطاء الموتور كأن يزود بطبقة من الأعلى تكون طرية ولينة تقلل من حدة الصدمة على المصاب. إلا أن ذلك لا يعتبر كافياً في نظر الخبراء، لأن الخطورة تكمن في اصطدام الرأس بزجاج السيارة، فمنها يموت أكثر من ثمانين بالمائة ممن يلقون حتفهم في مثل تلك الحوادث. لذلك فإن أكياس الأمان تعد أفضل وسيلة مطروحة إلى الآن للحد من تلك النسبة العالية لتصل بها إلى النصف تقريبا.
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home