تقنية البلوتوث

ان تقنية البلوتوث هي تقنية سويدية ابتكرتها شركة أريكسون، واعتمدتها الشركات الأخرى من بعدها، في اجهزة الهاتف المحمولة، فباتت بذلك تقنية عالمية يعرفها الصغير قبل الكبير

ويعود اسم بلوتوث او السن الازرق الى احد ملوك الدانمارك، الذي كان يكثر من اكل العنب البري، حتى تلونت اسنانه باللون الأزرق، فعرف هذا الملك بأسم السن الازرق، أي باللغة الانكليزية "بلوتوث" . وقد أطلق اسمه على هذه التقنية، اشارة الى اهمية الدول الاسكندينافية في مجال الأتصالات

قد يخفى على كثيرين اهمية هذه التقنية، وكل ما يعرفونه عنها هو اننا نرسل بواسطتها الصور والنغمات ومقاطع الفيديو، من جهاز هاتف محمول الى آخر. الا ان أهمية هذه التقنية عمليا، اعلى بكثير

البلوتوث هي تقنية موحدة عالميا، مهمتها ربط جميع أنواع الالكترونيات مع بعضها البعض، كأجهزة الكمبيوتر والهاتف النقال وكمبيوتر الجيب والأجهزة السمعية والكاميرات الرقمية، بحيث تتمكن من تبادل الملفات والبيانات فيما بينها او بينها وبين شبكة الانترنت لاسلكياً، وبجهد بسيط وباستعمال موجة تردد خاصة، مما يؤدي الى توفير كابلات الوصل، فتوفر علينا عناء توصيل الاجهزة الالكترونية بعضها ببعض بواسطة الكابلات، والتي كثيرا ما تتشابك فيما بينها، مسببة الارباك والمتاعب والشكل الفوضوي، كما انها تغنينا عن حمل الكوابل ونقلها معنا، في حالة التطبيقات المتنقلة

وبالاضافة الى ما ذكر، فان تقنية البلوتوث تعتمد بروتوكولا موحدا، بينما التقنيات السابقة والتي ما تزال شائعة الاستعمال حاليا ، تعتمد على بروتوكولات متعددة اي طرق ربط متعددة، فمثلا يتم توصيل الطابعة، بجهاز الكمبيوتر، بطريقة الربط المتوازي، بينما يتم ربط فأرة التحكم ولوحة المفاتيح بالكمبيوتر، بطريقة الربط المتوالي . واحبانا يضطر المرء الى توصيل جهاز بآخر عن طريق استخدام عدة وصلات، كل وصلة لها لون مختلف، ينبغي ان تعود الى دليل الصانع، لتعرف كيف توصل الشرائط، من جهاز الى آخر بحسب الالوان. ثم ماذا لو احتجت الى ربط التلفزيون مثلا بجهاز الفيديو والكاميرا والرسيفر معا. مع تقنية البلوتوث يمكن ربط جميع هذه الاجهزة معا لاسلكيا بشكل تلقائي وبكل يسر

ناهيك عن امكانية الوصل اللاسلكي عن بعد يتراوح بين عشرة امتار وثلاثين متر
فان ما يميز التردد المستعمل في البلوتوث، قدرته على اختراق الحواجز والموانع كالجدران ونحوها فهو يشبه بذلك الموجات الاذاعية بخلاف الموجات ما تحت الحمراء التي نراها كثيرا اليوم في وحدات التحكم عن بعد، المعروفة بالريموت كونترول، والتي بواسطتها يتم التحكم بأجهزة التلفزيون ونحوها في مدى الرؤية المباشرة فقط

وايضا، فأن التكنولوجيا المستخدمة فيها الأشعة ما تحت الحمراء، هي تكنولوجيا يمكن تبادل المعلومات عبرها بين جهازين فقط ، فمثلاً تمكننا من تبادل المعلومات بين جهاز الكمبيوتر العادي وجهاز الكمبيوتر المحمول فقط، أما تبادل المعلومات بين الكمبيوترين وجهاز الهاتف المحمول فغير وارد، بخلاف تقنية الربط عبر البلوتوث

كذلك الامر، فأن الشركات المصنعة لأجهزة الموبايل مثلاً تقوم باعتماد بروتوكولات نقل مختلفة. وعلى سبيل المثال فإن هاتف سامسونج لا يستطيع إرسال المعلومات إلى هاتف من صنع سيمنز بواسطة الاشعة ما تحت الحمراء، وكذلك الابواب الالكترونية لا تفتح بواسطة الهاتف، وقد جاءت تكنولوجيا البلوتوث للتغلب على هذه المشاكل جميعها، فبأداة موحدة يمكنك التحكم بأنواع مختلفة من الالكترونيات

تعمل تقنية البلوتوث دون ان تتداخل الاشارات بين بعضها البعض، فلا يدور فيديو جارك بينما انت تحاول تغيير قناة التلفزيون عندك، لأن تلفزيونك يعمل على تردد معين من ضمن نطاق ترددات البلوتوث، الذي يتراوح بين 2.40 و 2.48 جيجا هيرتز، وهذا ما يجعل الجهاز المرسل يستخدم تردد مثل 2.41 جيجا هيرتز، ليتبادل المعلومات مع تلفزيونك، في حين أن جهازين آخرين في نفس الغرفة او في منزل جارك مثلا، يستخدمون تردداً آخر مثل 2.44 جيجا هيرتز ، مما يمنع حدوث تداخلات بين الأجهزة،الا في حالات نادرة

وأخيرا ...ما رأيك لو تكون سيارتك مزودة بجهاز بلوتوث. تستيقظ صباحاً وتشغل السيارة من جهاز الموبايل عن طريق بلوتوث. تركب السيارة وتمضي بها إلى عملك وعند اقترابك من إشارة المرور الحمراء، يقوم جهاز بلوتوث في الإشارة، بتشغيل الفرامل لديك لتقف. وإذا كنت في طريق ضيق يقوم جهاز البلوتوث بتنبيهك الى وجود سيارة أخرى تقترب منك، وعندما تصل بيتك، فان باب المرآب الذي يعمل بتقنية بلوتوث سيفتح تلقائيا لدى اقترابك منه.

يكفي ان تعتمد على تخيلاتك طبقا لهذه التقنية ومبدأها، لتعرف ما يخبأه لك المستقبل القريب من استخدامات مدهشة............للبلوتوث