الجماهير الضائعة
إنها الجماهير التي لا تدري إلى أين هي سائرة ولا من أين هي آتية، كالخراف تساق إلى النحر أو كسمكة تبتلع الطعم فتصطاد من البحر
إنها الجماهير التي فقدت الذاكرة، تلك التى نست الماضي القريب وأيام التاريخ الغابرة وما تزال تعيد الكرة في كل مرة، ولا تعتبر وتـتعظ وتستخلص العبرة
إنها الجماهير التي تُـدفع للجرائم، فتكثر بينها المآتم، يمثلون عليها دور الحمائم، ليحصدوا على حسابها المغانم، يجنون من ورائها الكراسي، ويوقعونها في المآسي
إنها الجماهير التي نراها في الشارع، ترفع الشعارات الهدامة بلا وازع، تهتف وتردد، تؤيد وتندد، تستنكر تستهدف وتهدد
إنها الجماهير التي تقطع الطرقات، أو تملأ الساحات، تصفق وتزمر، تخرب وتكسر، تركبها الكراهية، عقولها ساهية، ومن ورائها محتال داهية
إنها الجماهير التي تقطع الطرقات، أو تملأ الساحات، تصفق وتزمر، تخرب وتكسر، تركبها الكراهية، عقولها ساهية، ومن ورائها محتال داهية
إنها الجماهير التي اعتادت على بيع أصواتها وقناعاتها بالشئ اليسير، لا تفهم إلا بلغة الدرهم والدنانير، تقف عند القبض بالطوابير، على أبواب ملك أو أمير، نائب أو ووزير، أو طامع لنفسه بالتغيـير
إنها الجماهير التي تكون للفتنة وقود،على أخوتهم فهود، وعلى جيرانهم أسود، بدل ان يكونوا للوحدة والألفة ضباطا وجنود
إنها جماهير الدواليب، الحاضرة للفوضى والتخريب والفك والتركيب والترغيب والترهيب
إنها جماهير الدواليب، الحاضرة للفوضى والتخريب والفك والتركيب والترغيب والترهيب
إنها الجماهير التي نبضها بلا فائدة، ولاؤها لأشخاص ورموز فاسدة، نفوسهم حاقدة، بدل أن يكون الولاء للوطن هي لغتهم السائدة
إنها الجماهير التي تميل مع كل ناعق ينعق، يعوي أو ينهق، تـتبعه بلا تفكر، بلا تبصر ولا تدبر
إنها الجماهير التي تميل مع كل ناعق ينعق، يعوي أو ينهق، تـتبعه بلا تفكر، بلا تبصر ولا تدبر
إنها الجماهير المستسلمة الحالمة، المخدرة النائمة، المستعبدة التي تلقى في محرقة الصراعات الدائمة
إنها الجماهير التي تقاد بالجمل والشعارات الطنانة والأموال الرنانة والأشعار التي أقل ما يقال فيها أنها "كحيانة"، بكلمة تهدأ وبكلمة تثور وإذا قيل لها إلى الوراء در فانها تدور
إنها الجماهير العاصفة، يخال المرء من فورتها القاصفة، أن الثورة قد بدأت، قبل أن تعود أدراجها من حيث انطلقت، بكل هدوء وانكسار، كأنما قد شاركت للتو بتمثيل فصل من مسرحية متعددة الفصول والأدوار
إنها الجماهير التي تلتهب مشاعرها المصابة، عندما يصرخ فيها من اعتلى منبر الخطابة، ليتلاعب بعواطفها كالطابة، فـتـتعالى صيحاتها بالتأييد، ولو نطق لسان الخطيب خطأ، عكس ما كان يريد
إنها الجماهير التى تنفخ في الأبواق وتطبل للحرب، تعد بالنصر وبالويل للغرب. تفجر جميع أنواع الظواهر الصوتية، كزوبعة في فنجان قهوة عربية
إنها أغلب جماهير الشعوب الناطقة بالضاد، التي كثرت فيها الامراض، التي تصول وتجول على الشبكة العنكبوتية المتعددة الأغراض، متسلحة بحذاء ضد الافراد، لتكون لوجه بوش بالمرصاد. كفاكم لقد حولتم عقولكم إلى أنقاض، تستبيحون الأعراض وتتراشقون بالأحقاد. تتركون النصيحة وتفتشون عن الفضيحة، تأبون الحوار وتفضحون الأسرار وتلعبون بالنار، تلهثون وراء الدرهم والدينار، والليرة واليورو والدولار، لقد شارفتم على الإحتضار
يا أسفي، ما أكثر العبر وأقل الإعتبار
Labels: الجماهير الضائعة، توجيه وعبر، نقد لاذع، اسياد وعبيد، العقول الضائعة، العقول المريضة، فوائد وشواهد
2 Comments:
لو يللي حكيت عنهم بيقروا هل مقال ليقولوا اووووووووف ليش هل قد قابض الدني جد نحنا عم ننزل نتسلى ونستعرض طولنا وعرضنا ونفرجي اعداءنا من شعبنا انو عددكون مش قد عددنا ولا بتقبضوا اكتر منا ولا شعاراتكم ارزل من يافطاتنا, وهي نحنا بننزل وضحكتنا عرض خدودنا لا عنا قضية ندافع عنا ولا وطن بوحدة شعبو بدنا نتغنى...
لبنان فقد قضيتو لما انعدم الوعي عند الشعب لما بطل الواحد يقول بلدي وصار يقول طائفتي ومذهبي لانو صار هيدا مصدر رزقو, لما ما عاد التعايش يعطي القوة اللي بيعطي ياها حمل السلاح مش لانو هو هيك بدو بس لانو هيأوا الو الجو تا ينفذ لما ينطلب منو..
صار لبنان متل هالصورة اللي ما اخترتها عبث شاشة بينعرض عليها اللي اسيادهم بدون ياه وبكبسة زر واحدة ولووو ما الشعب صار دايما على اتم الاستعداد لمناصرة نداء كثرة عناوينو وسقط عنوان واحد ... لبنان...
عطفا على ما علقت سلفا ذكرت لبنان على صعيد المثال لا الحصر لانو واقع الجمهور العربي باغلبيته ليس باحسن حال عما اصاب ثلثي الجمهور اللبناني اذا مش اكتر_
معظم الشعوب العربيةاللي الوعي طلق عقولون والهمجية زينت تعبيرون والمادة اسكرت ضميرون بيطالها هالمقال وبلحظة رح يقولوا كانوا نحنا المقصودين بس لا ما معقول نحنا مش هيك هدول اللي بالبلد الفلاني واللي بالبلد الفلاني رح يرموا الجمرة عالبلد العلاني
رح يضل في عقول نظيفة تتوجع من هالواقع وتدفع الثمن وتورث ولادها تركة ثقيلة على حلم التغيير اللي ما بيحققوا الا ارادة شعب ومثلما تكونوا يولى عليكم وانتو يا اقلية صرخوا عالورق
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home