امرأة خائنة حتى الموت
قالت لي: لن تصدقي ما حدث لي وما فعلته بملء إرادتي ، أنت الوحيدة التي أبوح لها بما فعلت ، وما عدت اريد شيئا من هذه الدنيا، فأنا يائسة بائسة. كم أتمنى الموت، وكم فكرت قبل ذلك بالyنتحار، ليتني لم أولد لأعيش مأساة ما حصل. لقد أضعت نفسي وزوجي، فقدت بيتي وأولادي. أضعتهم بسذاجتي وغبائي، بغفلتي وتفاهتي وقلة ادراكي
منذ نحو سنة دعتني إحدى صديقاتي ذات يوم إلى بيتها وكانت من الذين يستخدمون الإنترنت كثيراََ وقد أثارت في الرغبة لمعرفة هذا العالم الفسيح. لقد علمتني كيف يستخدم، كيف أجد المواقع النافعة والمواقع المسيئة، علمتني كيفية التخاطب عبر الإنترنت، فقد كنت أزورها يوميا على مدة شهرين، حتى دخلت مع زوجي في مشادة، كي يدخل خدمة الإنترنت الى البيت، أقنعته بتحايلي عليه، وأنني أشعر بالملل الشديد، فصديقاتي قلة، وعائلتي عني بعيدة، وأنا في غربتي عن بلدي. وافق زوجي رأفة بي من شدة مللي وشكواي. وفعلا أصبحت بشكل يومي أحادث صديقاتي عبر الانترنت. بعدها أصبح زوجي لا يسمع مني أي شكوى أو مطالب، أنا أعترف بأنه ارتاح كثيرا من إزعاجي له. كان كلما خرج من البيت أقبل كالمجنونة على الإنترنت بشغف شديد ، أجلس أقضي الساعات الطوال. بدأت أتمنى غيابه كثيرا وقد كنت اشتاق إليه حتى بعد خروجه بقليل. أنا أحب زوجي بكل ما للكلمة من معنى، وهو لم يقصر معي أبدا، كان يريد إسعادي بأي طريقة. ومع مرور الأيام وجدت الإنترنت تسعدني أكثر فأكثر، وأصبحت لا أكترث حتى للسفر إلى أهلي وقد كنا كل شهر نسافر اليهم براََ ونمكث عندهم لعدة أيام. كان كلما دخل البيت فجأة أرتبك، فأطفئ كل شيء مما جعله يستغرب فعلي. لم يكن عنده شك بي بل كان يعاتبني على إضاعة الوقت بالتخاطب عبر النت، ويحثني على تعلم اللغات وقراءة المفيد من المقالات والمعلومات. أشعرته بعدها بأني جادة وأريد التعلم والاستفادة من هذه الخدمة
لقد تركت مسألة تربية الأبناء للخادمة. كنت أعرف متى يعود، فلا أستعمل الإنترنت إذا ما اقترب وقت عودته. أهملت نفسي، ما عدت أهتم بمنظري ورشاقتي. شغفت بالإنترنت لدرجة أني كنت أذهب خلسة بعد نومه وأرجع خلسة قبل أن يصحو من النوم. ربما أدرك لاحقا أن كل ما أفعله هو مضيعة للوقت ولكنه كان يشفق علي من الوحدة وبعد الأهل، وقد استغللت أنا هذا أيما استغلال. كان منزعجا لعدم اهتمامي بالأولاد، وبخني كثيرا وكان سلاحي التحايل والبكاء، كنت أهاتفه عشرات المرات وهو خارج البيت لسماع صوته والآن وبعد الإنترنت أصبح لا يسمع صوتي أبدا إلا إذا احتجت لبعض الطلبات، ليحضرها لي عند عودته
هكذا كانت حياتنا لمدة ستة أشهر تقريبا. خلال تلك الأيام بنيت علاقات مع رجال بأسماء مستعارة، كنت أحاور كل من يحاورني إلا أن شخصا واحدا أقبلت عليه بشكل كبير، لما كان عليه من لباقة في الكلام وسعة اطلاع في أمور الحياة. كنت أخاطبه دائما وألجئ إليه في كثير من الأمور، حتى بدأت العلاقة تقوى مع الأيام، وصرت أحادثه يوميا لساعات، فقد أغراني بكلامه المعسول وكلمات الحب والشوق، ربما لم تكن جميلة لهذه الدرجة ولكن الشيطان جمّلها بعيني كثيرا
في يوم من الأيام طلب سماع صوتي وأصرعلى ذلك حتى قبلت، شرط أن تكون ََمكالمة واحدة فقط، فقبل ذلك وأعطيته رقم هاتفي وبالفعل تحادثنا، كان صوته جميلا وكلامه عذبا، أرتعشت لسماع صوته. ومن هنا بدأت حياتي بالتحول،لقد انجرفت كثيرا، أصبحنا كالجسد الواحد، نحارب المتطفلين معا، ونشتم ونكيد لهم على النت ونحن نتكلم عبر الهاتف
لم يكن زوجي مهملا في حقي أو كثير الغياب عن البيت. ولكن على العكس من ذلك ، كان يخرج من عمله ولا يزور أصدقائه كثيرا من أجلي. ومع مرور الأيام، أصبحت أكره كثرة وجوده في البيت، ألومه وأشجعه بأن يعمل في المساء حتى نتخلص من الديون، وفعلا أخذ بكلامي ودخل شريكا مع أحد أصدقاءه في مشروع صغير. ثم بعد ذلك ، خلا لي الجو أكثر، وبدأ صديقي يطلب رؤيتي بعد أن سمع صوتي والذي ربما مل منه، كنت أعاتبه على هذا الطلب وربما كنت أكثر منه شوقا إلى رؤيته، ولكني كنت أرفض لخوفي من الفضيحة. أصبح إلحاحه يزداد يوما بعد يوم، حتى استجبت لطلبه، على ان يراني من بعيد دون الإقتراب. فرح لقبولي. نعم تجاوبت معه، تواعدنا في أحد الأسواق الكبيرة قرب أحد المحلات بالساعة والدقيقة. لقد رآني ورأيته وليتني لم أره ولم يرني. كان وسيما جداََ. نعم أعجبني خلال تلك المدة التي لم تتعدى الخمس دقائق
لم يكن زوجي قبيحاََ ولا بالقصير أو السمين، ولكن شعرت في تلك اللحظة بأني لم أر في حياتي أوسم منه. ومن جهته لم يصدق أنه كان يتحادث مع من هي في شكلي. أخبرني بعد ذلك بأني أسرته بجمالي وأنه بات يحبني بجنون، كان يقول لي سوف أقتل نفسي إن فقدتك بعد الآن، زادني كلامه احساسا بجمالي وأنوثتي . أصبحت مدمنة على سماع صوته وإطرائه. تخيلت نفسي بين يديه وذراعيه كيف سيكون حالي، جعلني أكره زوجي الذي لم ير الراحة أبدا في سبيل تلبية مطالبنا وإسعادنا. لا أعلم ما الذي أصابني، إلا أنني أصبحت أريده أكثر فأكثر. لقد شعر بذلك وعرف كيف يستغلني حتى يتمكن من رؤيتي مجددا، كان في كل يوم يمر يطلب رؤيتي، وأنا أتحجج بأني متزوجة، وهو يقول ما الذي يمكن أن نفعله، أنبقى هكذا حتى نموت من الحزن، أن نحب بعضنا بعضا ولا نستطيع الإقتراب، لا بد من حل لنكون تحت سقف واحد. لم يترك طريقة إلا وطرقها، وأنا أرفض. حتى جاء اليوم الذي عرض فيه علي الزواج بعد أن أقوم بافتعال المشاكل لأدفع زوجي إلى تطليقي فيتزوجني هو
الحقيقة أنه رغم خوفي الشديد إلا أني وجدت في نفسي شيئا يشدني إليه ، وكأن الفكرة أعجبتني. احترت في أمري كثيرا، أصبحت أرى نفسي أسيرة لدى زوجي وأن حبي له لم يكن حبا حقيقياََ. بدأت أكره منظره وشكله. لقد نسيت نفسي وأبنائي، كرهت زوجي
أصرعلي بأن أفتعل مشكلة مع زوجي وأجعلها تكبر حتى يطلقني. لقد بدا لي ذلك، المخرج الوحيد لأزمتي الوهمية. وعدني بأنه سوف يتزوجني بعد طلاقي من زوجي وأنني سوف أكون كل شيء في حياته وسوف يسعدني ويمضي حياته إلى جانبي. راقت لي الفكرة، وبدأت فعلا اصطنع المشاكل مع زوجي كل يوم، حتى أجعله يكرهني ويطلقني. لم يحتمل زوجي كل تلك المشاكل التافهة، وبدأ فعلا بالغياب عن البيت لأوقات أطول حتى صار البيت فقط للنوم
بقينا على هذه الحالة عدة أسابيع ، وأنا منهمكة في افتعال المشاكل وقد أخذ هذا مني وقت طويلا، وبدأ حبيبي يمل من طول المدة، مصراََ على رؤيتي، لأن زوجي ربما لن يطلقني بهذه السرعة. طلبت منه مهلة أتدبر فيها أمري، إلى أن طرأ على زوجي سفر عمل لخمسة أيام. أحسست أن هذا هو الوقت المناسب. أراد زوجي أن يرسلني إلى أهلي كي أرتاح نفسيا وربما أخفف عنه هذه المشاكل المصطنعة، فرفضت وتحججت بكل حجة حتى أبقى في البيت. كنت على علم بما أقوم به من مخاطرة، ولكن تجاوز الأمر بي حتى لم أعد أشعر بالرهبة والخوف كما في أول مرة رأيته فيها
جاء في الموعد الذي اتفقنا عليه، وركبت سيارته ثم أنطلق. كان يبدو عليه القلق أكثر مني ، قلت له: لا أريد أن يطول وقت خروجي من البيت، أخشى أن يتصل زوجي فقال لي: وإذا عرف؟ ربما يطلقك وترتاحين منه. لم يعجبني حديثه ونبرة صوته، قلقي ازداد فقلت له: لا أريد أن أتأخرعن البيت. قال: لن أتنازل عنك بهذه السهولة، أريد أن أملأ عيني منك لأنه ربما لن يكون هناك مجال عندك لرؤيتي بعدها. بدأ الحديث يأخذ اتجاها رومانسيا، لا أعلم كم من الوقت بقينا على هذا الحال. حتى أني لم انتبه للطريق الذي كان يسلكه، وفجأة وجدت نفسي في مكان لا أعرفه ، أشبه بالاستراحة أو المزرعة ، بدأت أصرخ: ما هذا المكان؟ إلى أين تأخذني؟. وما هي إلا بضع ثوان، حتى توقفت السيارة واذا برجل أخر يفتح علي الباب ويخرجني بالقوة. صرخت وبكيت واستجديتهم. شعرت بضربة كف على وجهي، على أثرها غبت عن وعيي لشدة الضربة أو لربما من شدة الرعب. بعدها لم أشعر بنفسي إلا وأنا مستلقية في غرفة خالية، شبه عارية وقد تمزقت ثيابي. بدأت أصرخ وأبكي وكان كل جسمي متسخا. لم أدر كم كان عددهم. وإذا به يدخل علي وهو يضحك. قلت له: أتوسل اليك، أعيدوني إلى البيت. أريد أن أذهب إلى البيت. قال : سوف تذهبين إلى البيت ولكن بعد أن تتعهدي بأن لا تخبري أحدا وإلا سوف تكونين فضيحة لزوجك وأهلك. قلت له: فقط أريد ان أذهب ولن أخبر أحدا
ربطوا عيني وحملوني إلى السيارة ورموني في مكان قريب من البيت. لم يرني أحد وأنا في تلك الحالة، دخلت البيت مسرعة ، وبقيت أبكي وأبكي حتى جفت دموعي. تبين لي بعدها بأنهم اغتصبوني وكنت أنزف دما. لم أصدق ما حدث لي، أصبحت حبيسة غرفتي، يا ويلتي، لقد ذهبت إلى هلاكي برجليّ، كيف سيكون حالي بعد هذه الحادثة، كرهت نفسي وحاولت الإنتحار، خشيت من الفضيحة ومن ردة فعل زوجي. أبنائي لم أعد أعرفهم أو أشعر بوجودهم ولا بكل من حولي. رجع زوجي من السفر، شعر بتغير كبير في لم يعهده من قبل وكانت حالتي سيئة لدرجة أنه أخذني إلى المستشفى بقوة. والحمد لله، لم يفحصونني فحصا كاملا، بل وجدوني في حالة من الجفاف وسوء التغذية وتوقفوا عند ذلك الحد
طلبت من زوجي أن يأخذني إلى أهلي بأسرع وقت. كان البكاء لا يكاد يفارقني، وأهلي لا يعلمون شيئا وظنهم أن هنالك مشكلة بيني وبين زوجي. أعتقد أن أبي تخاطب معه ولم يصل إلى نتيجة، حيث أن زوجي هو نفسه لا يعلم شيئا. لا أحد يعلم ما الذي حل بي
أنا لا أستحق زوجي أبدا فقد طلبت منه هذه المرة الطلاق وقد كنت في السابق أطلب الطلاق لنفسي أما هذه المرة، فأنا أطلبه إكراماََ لزوجي والد أبنائي. أنا لا أستحق أن أعيش بين الأشراف مطلقا، وكل ما جرى لي هو بسببي أنا، أنا التي حفرت قبري بيدي، والصديق المزعوم لم يكن سوى صائد فرائس. أتمنى أن يسامحني زوجي فهو لا يستحق كل هذا العار، وأبنائي أرجو أن يتجاوزوا عن إساءتي، فأنا سبب تعاستهم وتعاسة عائلتي كلها. أنا السبب..أنا السبب
بقي أن أقول لكم وقد أخبرتكم بقصة صديقتي، بأنها قد توفيت. ماتت ومات سرها معها. زوجها لم يطلقها وعلمت أنه حزن عليها حزنا شديدا. ترك عمله، وعاد
كي يبقى بجانب أبنائه ورائحة زوجته وذكراها
هلا استخلصتم بنفسكم العبرة أيها القراء؟ ما رأيكم؟ وماذا كنتم لتفعلوا مكان هذه المرأة أو هذا الزوج؟
2 Comments:
ربنا سبحانه وتعالى قال : لا تقربوا الشبهات لعلمه انو الانسان ضعيف وانو ارادته ممكن تنكسر ويودي نفسه للمهالك الا من رحم ربي, قبل ما يمشي الواحد بطريق لازم يحط هدف لوين واصل , يمكن روتين الحياة الزوجية ومشاغل الحياة والانشغال بالاقساط والفواتير وتامين لقمة العيش تلهي الرجل عن زوجته والزوجة عن زوجها بيهملوا الجانب الوجداني والعاطفي وبتتحول الحياة لما يشبه البرنامج المدرسي الاسبوعي .
الحاجة للحب للحنان والاحتضان والشعور بالقيمة مأصلين بنفس كل بني ادم بيبقى الوعي لاساليب التعويض في حال الحرمان منهن بين اي ثنائي هو المنقذ من الضلال.
سلمت يمينك يا أخى .. قصة لها صدى كبير فى الواقع وتتكرر آلاف المرات نتيجة إستخدام التكنولوجيا الحديثة بصورة شرعية وعقلانية .. لكنى كنت أتصور - إثراءاً - للحبكة الفنية , أن يصل أمر الخلاف المفتعل بين الزوجين أن يعقبه طلاق فعلى ومن ثم يكون عائق الخوف على هدم العلاقة الزوجية قد تلاشى لتبدأ علاقة آثمة بين الزوجة والعشيق تنتهى بإنسحاب هذا الآخير وهروبة من حياتها بعد أن إنتهى غرضه منها .. هنا تكون الزوجة قد خسرت كل شىء ( نفسها وزوجها وأولادها ) ولزيادة ( الحبكة ) تنتحر .... ايه رأيك ياخال ؟ عموما الله يعطيك العافيه
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home