لا تغضب
زيد ولد صعب الطباع، غالبا ما يثور لأتفه الاسباب لا يحتمل توجيه الملاحظات والتنبيهات له. كأنما يراد بها فقط إزعاجه، أو تسجيل النقاط عليه، لا يحتمل أي انتقاد من إخوته أو زملائه، فيبادر إلى الرد عليهم بكل توتر وتأثر، فيرد الكيل كيلين
مرة أعطاه والده كماََ من المسامير، وقال له: كلما شعرت بالغضب، قم الى سور الحديقة، واضرب بالمطرقة مسماراََ واحداََ، تُنفس فيه غضبك. وأقبل الوالد في اليوم التالي، ليرى ما حصل عند السور، فإذا به يعد عشرة مسامير، طرقها ولده في السور الخشبي في يوم واحد. أقبل في اليوم التالي، ليجد أن ولده قد نقش في السور سبعة مسامير جديدة. وكل يوم كان العدد يتقلص، حتى لم يعد الوالد يرى أي مسمار جديد
لقد تعلم زيد كيف يتحكم بأعصابه، ويخفض من توتره الدائم ويضبط إيقاع غضبه. ناداه أبوه فقال له: يا زيد، كلما مر عليك يوم لا تغضب فيه، قم فانزع مسمارا واحدا فقط
وبعد عدة أيام، أبلغ زيد والده، أن كل المسامير التي نقشها في السور قد تم نزعها. توجه الوالد مع زيد إلى السور، فاذا بالمسامير قد رفعت جميعا وحلت مكانها الثقوب
لقد تركت الثقوب آثاراََ واضحةََ في السور، جعلت زيداََ يطرق برأسه إلى الأرض، ثم يقول لأبيه: عذراََ والدي، لقد شوهتُ منظر السور. فقال له أبوه: لا عليك يا زيد، لكن أرأيت ما كان يفعل بك غضبك؟ أرأيت هذه الثقوب؟ كذلك الناس من حولك، إذا حصل بينك وبين أحد أصدقاءك مشكلة، وتعالى صوتك بالشتم والذم والقدح، أو نكران الجميل، أو نلت من مشاعر من يخلصون لك المحبة ويحرصون على إسعادك أو مساعدتك فيما يعترض طريقك من صعاب، فإنك لو اعتذرت منهم بعد ذلك، فإنما تترك في نفوسهم آثارا، وفي قلوبهم ندوباََ، كتلك الثقوب، بعضها لا يندمل بالهيّن، وبعضها لا يزول أثره مطلقاََ. فصُن لسانك، واكظم غيظـك، واعف عمن أساء إليك، وإذا أسأت إلى أحد، فبادر إلى تطييب خاطره
الغضب يؤدي إلى المهالك، إن اكثر مشاكلنا اليوم، مبعثها من الغضب، وهو أحد اسباب كثرة الأعداء، وقلة المحبين. ليراقب كل منا نفسه
الغضب ذو تأثير سلبي على الاخلاق والسلوك، وليست مقابلة المسئ بالاحسان ضعف، إنما هي قوة ورفعة في الشأن والخُلق معاََ. واللسان جُرمه صغير وجِرمه كبير، وهو بريد الفؤاد، ويدل على رجاحة العقل. فلنمسك لساننا عن القبيح، فلا نقل إلا خيراََ، ولنسكت عن الشر حتى نسلم من قبل أن نندم، فإن الكلمة إذا ما خرجت من الفم، لن تعود أدراجها اليه
Labels: لا تغضب، حسن السلوك، الذم والقدح
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home