أحوال الناس والمجتمع

بدي احكي عالنسوان
أخضر بالخط العريض
وعلى الباغي تدور الدوائر
ديوان الشعر والأدب

لا تحزني يا نفس
خيانة الأصدقاء
أمثال وعبر لمن اعتبر
قصص غير شكل

قصة الفايسبوك
ما تخبرو حدا خلليها بيناتنا
سمعان بالضيعة
حتى لا ننسى

درس في تاريخ أميركا
الطائرة المصرية التي أسقطت
حذاء الكرامة بعشرة ملايين دولار
جديد التكنولوجيا

سوني اريكسون اكسبيريا
أشهر العاب لقذف بوش بالحذاء
مناقصتي الخلوي في لبنان
علم وفهم

حياتكن الخاصة...عالمفضوح
أسرار الشعوذة والتنجيم
احذروا الهكرة
فهرس المواضيع
والأبواب
غرائب وصور

خضار وفاكهة غريبة
أزياء من البالونات
غرائب اليو.أس.بي
كاريكاتور وفكاهة

ليلى والديب
أبو العبد لما يحكي أنكليزي
الفيلم المصري والمكسيكي

Feb 23, 2010

نساء في المصيدة



كانت في العشرين من عمرها، جامعية تدرس في كلية التجارة، رائعة الجمال، هادئة الطبع، عذبة الحديث، مثقفة وواثقة بنفسها، شديدة الحياء. كانت لا ترى مع زميلاتها وزملاءها في حرم الجامعة، ولا في احد محلات الكافيتيريا المنتشرة بكثرة حول المبنى الجامعي. لم تكن تتجنب زملاءها الذكور، إنما كان حديثها معهم لا يخرج عن حدود
اللياقة والأدب

كثيرات صديقاتها اللاتي كن ينتقدنها، ويرون في سلوكها انطوائية وانغلاقا على نفسها ومجتمعها، سلوك هو اقرب إلى عادات أهل قرون تخطاها الزمن. كانت تجيبهن بانها لا شأن لها بعالم الإنفلات والنزوات، عالم الثياب الفاضحة المثيرة، عالم العلاقات المشبوهة المريبة، عالم الكاميرات المتنقلة بين أرجل الفتيات المتراقصات فوق الطاولات، في المرابع الليلية والحانات، وأنها ستفخر يوما عندما تتزوج، بانها حافظت على عرضها وصانت جسدها من أن تمتد إليه يد رجل، ما كان يريد منها إلا أن تكون مطية لشهواته. كن يقلن لها وكيف تتزوجين يوما وأنت لم تختبري الحب قط وكيف تميزين بين رجل وآخر إذا لم تجربي هذا وذاك وكيف سوف تعشقين زوجك يوما وأنت 
لا تعرفين ما هو العشق وكيف يكون الغرام

وفي أحد الأيام، ولدى خروجها من الجامعة، إذ بها تلمح سيارة فخمة ورجل حسن الهندام واقف أمامها، فاذا به يهرع نحوها ويماشيها، وهي لا تلتفت إليه قال لها : إني أراقبك منذ مدة، لقد أسرتني بجمالك وجذبني حياءك، سألت عنك فأذا بك من أسرة كريمة ذات صيت حسن ونسب، وأنا لا تستهويني تلك النساء العابثات، التي مر عليهن عشرات الشبان أو الشابات وأنا رجل ثري أعيش وحيدا وأرغب بك زوجة أفخر بها وأجد معها أنس وحدتي. كان يكرر نحو هذا الكلام وهي تسرع في خطواتها حينا وتبطأ حينا آخر كي تتفاداه. تكرر المشهد لبضعة أيام وقد فاجأها اختفاءه بعدها، حتى شعرت وكأنما قست عليه وفوتت عليه الفرصة لأن يسعد بمن يستحق وفوتت على نفسها أيضا رجلا من هذا الطراز النادر

 أليس هذا هو صنف الرجال الذي تنتظره. تسلل الحزن إلى نفسها وأحست بشئ من الغربة إلى أن فوجئت به أمامها بعد أيام، عند خروجها من باب الجامعة توقفت للمرة الأولى فلم تبتعد عن طريقه أما هو فقد عاجلها بالاعتذار لكثرة مضايقته لها، طالبا منها إعطاءه فرصة وحيدة، فهو يريدها للزواج

أثر بها كلامه ورق قلبها لحاله وخافت هذه المرة أن تفوتها هي الفرصة أيضا. وافقت وصعدت معه في سيارته، أحست بالفرح وبدأ قلبها بالخفقان، شعرت بشيئ من الإنجذاب نحوه، تسامرا مطولا، إرتاحت لحديثه العذب وأناقته الملفتة، أحست بحنانه نحوها وصدقت أنه يرى فيها أميرته، شريكة حياته وحبيبته

 تكرر لقاءهما أياما معدودات، وكانت في كل يوم، تزداد فرحا به واقتناعا بأنه الشريك المناسب الذي كانت تتمناه. اقتادها ذات يوم الى شقته، بحجة انه يريد أن يأخذ رأيها في اختيار أثاث بيت الزوجية المنتظر ويريها ذوقه الرفيع في فن الديكور وطبيعة تجهيزات البيت المترفة . تبادلا وجهات النظر في بنية البيت الزوجي المرتقب، حتى تملكهما من الشغف ما دعاهما إلى الصمت والاكتفاء بتبادل النظرات. طوقها بذراعيه بكل رقة وطبع قبلة على شفتيها المرتجفتين. حاولت أن تقاوم شهوتها، حاولت دفعه عنها بتردد، قائلة له:"أمامنا المتسع من الوقت بعد الزواج" حتى طمأنها بأنه سيطلبها غدا من أبيها ليرتبطان رسميا، فهو لا يريد تعريض سمعتها ولا سمعته لأي شائبة

أحست بالأطمئنان وتملكتها الرغبة وأطلقت لجسدها العنان، حتى كان منهما ما كان. استفاقت من كبوتها بعد أن سكنت نفسها. عاد إليها رشدها، صرخت به، ماذا فعلت بي؟ لقد افقدتني ما حرصت على حفظه طوال سنين، قال لا تخافي، غدا ألقاك في ذلك المقهى لأجل ترتيبات الزواج والعشية أتقدم من والدك بطلب يدك

ترنحت في مسيرها إلى البيت، فخطواتها كانت ثقيلة ورجلاها ما كانت تقوى على حمل جسدها المثقل بالآثام والألام وهي تحدث نفسها" ماذا فعلت بنفسي؟ لقد جنيت عليها وهي بطبيعتها أمارة بالسوء، وجعلت للشيطان بيني وبينه مدخلا . أظلمت الدنيا في وجهها وفاضت عيناها بالدموع. باتت ليلتها ونفسها متقدة بمزيج من الهستيريا والغضب وكان الغد الموعود، لم تذهب يومها إلى الجامعة، بل انتظرت قدومه في المقهى حيث اعتادت أن تلتقيه. تأخر عن الموعد، فوقفت عند باب القهى ترقبه، حتى وصل بسيارته ودعاها للدخول.

 استقلت السيارة بجانبه وقد بدا متجهم الوجه، حاد النظرات وكأنه شخص آخر لا تعرفه، إلا أنها عاجلته بالسؤال : سوف تقابل أبي هذا المساء أليس كذلك". قال لها انس أمر الزواج وامسحيه من تفكيرك، وهل تريدين مني أن أتزوج من ساقطة مثلك؟ جفت عروقها فجأة وأحست كأنها تختنق وكأنما أطبق بكلتا يديه على رقبتها.عاجلته تحاول صفعه بكل ما أوتيت من قوة قائلة:"أيها السافل الحقير". أمسك يدها بقسوة وحزم، قبل أن تصيب وجهه ليجيبها بنبرة خبيثة: اسمعي يا هذه جيدا، بحثت كثيرا عن امرأة بجمالك وقوامك، ستنفذين من الأن فصاعدا ما يطلب منك وإلا

قالها ورفع أمام ناظريها شريط فيديو. صمتت للحظات ثم قالت له بصوت مرتجف ملأته الريبة، ما هذا الشريط؟ قال فيه ما التقطته آلات التصوير التي جهزتها لك في عش الزوجية، لقد كنت بارعة في أداءك وبدا دورك فيه بمنتهى الواقعية، وهل يقوى والدك وأخوتك على رؤيته؟ الأمر بيدك وأنا رهن إشارتك وخيارك، فانظري ما أنت فاعلة

لقد كان وقع الصدمة عليها قاسيا، لم تعد تقوى على الكلام. إنطلق بالسيارة وهي أسندت رأسها إلى ظهر المقعد منهارة، وتسمرت أنظارها نحوالفضاء. تلاشت وكأنما هي في غيبوبة أو كأنها حقنت بمخدر. كانت تفكر بوالدها المريض وأفراد عائلتها المساكين، فالقضية قد تجاوزتها إلى مصير العائلة برمتها، ناهيك عن الجيران والاصدقاء

أضحت كالخاتم في يد ذلك المحتال الداهية. استسلمت له وسلمته نفسها خوفا من العار والدمار الذي سيلحق بها وبأهلها إذا علموا بكل ما حدث. سقطت في الوحول، لا بل غاصت في أعماقها وباتت أسيرة لقوادها، يجنى من خلالها الأموال. سنوات أمضتها وهي تعمل بالدعارة وتنقل من رجل إلى رجل، وأهلها في غفلة عما حل بها. لم تكن وحدها الدمية بين يدي مستثمرها فقد سبقها إلى المصير الأسود فتيات مثلها، غرتهم الكلمات المعسولة والمشاعر الخداعة ومظاهر الثراء الفارغة

مضت السنون، وتم تسويق شريطها الأسود، حتى بلغ أخيها. إنهارت العائلة من هول الفضيحة، فقد سرى الشريط في الأسواق سريان النار في الهشيم وتوقف قلب والدها عن العمل من فرط الصدمة. لقد خسرت كل شئ، ولم يعد لديها بعد ما تخسره. وبعد طعنات سكين عاجلت بها تاجر النساء على غفلة منه، كتبت قصتها من خلف القضبان

لم تكن تلك القصة محض خيال، بل هي مثال لما جرى ويجري في مجتمعاتنا، ولإن أخطأ المرء، فليبادر إلى تصحيح خطأه بالتوبة ولا يراكمن أخطاءه فيهلك نفسه ومن حوله، ويمعن في تدمير مجتمعه

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home