بصراحة...كترت الوقاحة

كان سعيد ينوي التوجه الى مدينة طرابلس لشراء بعض الحاجيات، ولم يكن يرغب بالذهاب وحيدا، فالطريق طويل وقضاء ساعتين من القيادة بشفتين مطبقتين يدعو الى الملل. رفع سعيد سماعة الهاتف واتصل بصديقه أديب فهو زميله في العمل وتربط بينهما صداقة متينة

ألو ...كيفك يا بيك

بألف نعمة، شو الاخبار؟

وينك؟ .... شو عندك بكرا الاحد

ولا شي.... بالبيت... ليش بيسترجي الواحد يضهر نهار الاحد... بيقضي نص وقتو بعجقة السير على الطريق... واذا راح يتغدى بشي مطعم، بيلاقي الناس فوق بعضها كأنو في مجاعة.... ولك اذا طلعت عالتلج حتى تعمل سكي بدل ما تنبسط بتتنكد عيشتك ... على قد ما في أمم وخلايق هونيك ... وبتتك معاشك كلو عالواقف

طوللي بالك شوي... شو قصتك رح تتعبى فيي...بدي أطلع على طرابلس... قلت بركي بتطلع معي ..طالع عبالي حلاوة الجبن.. وبدي امرق شوي على خان الصابون جبلي كم غرض، شو رأيك؟ بمرعليك بسيارتي الساعة عشرة الصبح؟

بطلع.. ليش ما بطلع، بس لشو السيارة؟ يللي بدك توفرو رح تحطو بنزين؟ شو نسيت انو سيارتك جيب ستة سيلاندر؟....يعني بالوعة

شو باك يا زلمي...على اوتوستراد بيروت– طرابلس بتعمل معي 180 كيلو بالتنكة

ما حزرت يا صاحبي، اذا لحقت وعلقت بالرجعة بعجقة السير من جونية لنص باب بيتك.... بيصير بدك بدل التنكة.... تنكتين ركض. رأيي نلتقى على موقف البوسطات ومنطلع بشي بولمان...هيك لا بنزين ولا سواقة...شو أمرت؟

وهكذا كان... وعند تمام العاشرة صباحا، التقى سعيد وأديب عند موقف الحافلات، وصعدا أحدى الحافلات الفخمة، وجلسا يتسامران، بانتظار باقي الركاب ليكتمل العدد

أديب... شوف هيدي يللي طالعة هلق عالبولمان ... معلقة بصرتها بورت كلي ...هههه

بورت كلي؟ قصدك بيارسينغ... هههه انتي شوف تنورتها شو قصيرة وبوتينها شو طويل، اي لما بدها تشلح البوتين، بدها تستعين بصديق...هههه

شيلنا من سيرتها هلق... الله يسترنا من الأعظم .... وين أيام زمان ... أيام الماكسي والميدي والشارلستون والسابو الفلين، كان في حشمة اكتر بالماضي

يا زلمي ليش شو نسيت؟... ما كمان درج فترة بالماضي الميني جوب... مش واقفة على فساتين وتنانير هالأيام....الموضة تغيرت

ليك ليك ... شوف هول التنين الأخوة يللي قاعدين برابع مقعد على اليمين، انو كيف اهلاتهن بيسمحولهن يطلعوا بالبولمان لوحدهن ... الكبير فيهن ما بيطلع عمرو تسع سنين

هههه خلص...راحت أيام زمان... كان والدي بس بتصير الساعة سبعة المسا، بيوقف على البلكون ينادينا حتى نتضبضب على البيت... مع انو بهيديك الأيام كان في أمان أكتر...انو انتي مستغرب كيف ولدين زغار طالعين لوحدهن بالبولمان؟ هلق صارت بنات الستعش والسبتعش بترجع وج الفجر وأهلهن ما بيسألوهن وين كانوا...بس انو انتي منين عرفت انو هالولدين أخوة ... اي ما بيشبهوا بعض؟

من البوكسر يا عيني من البوكسر... ما انتبهت انو لابسين نفس موديل البوكسر..جورجيو أرماني بالتحديد

ولك مزبوط ... طول عمرك دقيق الملاحظة، بس أنا سمعت انو في قرار من وزارة الداخلية بمحاربة الظاهرة البشعة هيدي... وكل واحد بيشوفوا البوليس مبين البوكسر تبعو بيدفعوا غرامة .... بس دخلك النسوان شو وضعهن؟ .. ما في قرار بخصوص يللي بتمشي مبينة بطنها او يللي لابسة بنطلون تايباس أبو خصر قاشط ... حتى يبين الوشم يللي بآخر ضهرها أو جزء من السترينغ؟

علمي علمك ... يمكن اندرس هيك موضوع بس ما أخدو فيه قرار.... يمكن حدا اعترض على القرار لأنو ما بيصب بتنشيط حركة السياحة بالبلد... بعدين انتي وين عايش؟ شو تايباس وجزء من السترينغ ... صار في بنطلون من ورا شيفون ... حتى يبين كل السترينغ المطرز يللي تحتو... مش شقفة منو

سميتلي بدني بهالخبرية

نعم.. شي بسم البدن فعلا... نحنا بعصر الانحطاط ما تنسى

غريب يا زلمي، بتذكر لما مرة جيت بالشورط البرمودا على الشغل وطرقني بهدلة المدير على اساس شكلي مش لايق قدام الزملا وزبائن الشركة وسكرتيرتو كل يوم بتجي بالشورط والبلوزة الأوبن باك بيضحكلها وما بيقلها شي ... انو شي نهار تفقرلنا عيننا وتلبسلها شي بونتاكور مثلا ..... اي بالنسبة لمديرنا يمكن لو أجت بالبيبي دول عالشغل ما بيزعل

اي مزكر مزكر لما خبصتها وجيب بالشورط ... بس بالنسية لجيجي، لو ما هي بلتبس هيك ما كان وظفها بالأصل، ليش هي شو معها شهادات؟ بالكاد تفك الحرف.... بس بتعرف تفك شي تاني

ههههه ... يبعتلك شو نكتجي.... وينك؟ خدلك نظرة على هيدي يللي قاعدة ورانا؟

قصدك هيدي يللي شفتها مزرقة ومدندلي؟

ولك اي.. هي بذاتها... بحطولك هالسيليكون من هون وما بيعود يطلع معهن الحرف مزبوط من هون... بيضحكوا وتمهن مسكر ما بتميز اذا كانوا عم يضحكوا أو لأ... بدي شي مرة آخدك على مركز تجميل حتى تشوف العجب، نسوان ناطرين بالدور، هيدي بدها تعمل بوتوكس وهيدي بدها تشفط وهيدي بدها تنفخ... واوحدة بدها تكبر صدرها وواحدة بدها ترفعو وما عارفين لا المخاطر من ورا هالعمليات ولا السموم يللي عم تنحقن فيها ووجوههن وأجسامهن

بس هيدا بيكلف كتير، منين هالناس عم تجيب مصاري شي بيحير

وينك ما شرط يكونو محشايين مصاري، في ناس بتتدين حتى تتزين ... انا مرة شفت دعاية لبنك عم يقدم قروض لعمليات تجميل ... يعني المرا صارت بتعمل نفضة كاملة بالتقسيط على تلات او خمس سنين

وينك سعيد؟ انتي عم تشوف يللي انا شايفو؟ شو هالأيام يللي وصلنالها...ليك هيدا الراكب يللي طالع عالبولمان، صابغ شعرو أشقر ومطولو لنص ضهرو، لو ما كان لابس صباط كنت افتكرتو مرا

انو هي واقفة على الصباط، ليك هيدا يللي قاعد بأول مقعد عالشمال، انو مبين معك هيدا مرا او رجال؟ كمان شعرو لنص ضهرو

هيدي مرا يا سعيد مش رجال.... مش شايفها لابسة حلق؟

له يا أديب...بعرفك قوي الملاحظة اكتر من هيك، ما شايفو حاطط حلق بدينة وحدة؟ لو كانوا الحلق بالدينتين كان في احتمال تكون مرا

آه....أي ....هلق فهمت عليك....مزبوط... يا خيي شي بيضيع... بتشوف شخص بتفكرو رجال بيطلع مرا والعكس بالعكس... انو بيصير هيك ... لوين واصلين بعد؟

دخلك أديب... فيك تحزرلي شو جنس المخلوق العجيب يللي هلق طالع عالبولمان فايت عم يترقوص؟

غريب.. المشية مشية نسوان والشعر شعر نسوان... التياب تياب رجال وملامح الوج كمان ملامح رجال... دخلك ما بيشبه مايكل جاكسون؟

امبلا امبلا.. بس حتى انا مع دقة ملاحظتي مش قادر أعرف اذا هو مرا أو رجال

وهنا تدخل راكب جالس في المقعد المقابل لسعيد وأديب وقد بدا عليه الغضب وقال لهما بنبرة عالية

يا ريس ... يا معلم...احترم حالك انت واياه ... المخلوق العجيب اللي عم تحكي عليها هيدي بنتي، سبقتها وحجزتلها المقعد يللي حدي حتى نقعد حد بعض... استحوا على دمكن بقا... لحد هون وبس

وهنا أحمر وجه سعيد وأديب، فعلا الموقف محرج ويدعو للأعتذار

دخيلك يا مدام... منعتذر منك كتير... ما كنا عارفين إنها بنتك ولا إنك أمها....دخيلك ما تزعلي منا على طولة لساننا

منشان بنتي مشي الحال حاجي تعتذر....بس بعدك عم تخبص بكلامك .... مش بس لساناتكن طويلة..... العمى شو بلا نظر ...... ولك أنا مش امها.........أنا أبوها

إنو ..... قليلة