امرأة من هذا الزمان
ذَبُـلَتِ الـورودُ في رِيــاضِ حبِّنـا ... بعـدَما كــانتْ بِعِـطْرِهـا فوّاحـَــة
تَركتْني أتَجـَـرَّعُ المَرارةَ والأسَى ... دَاستْ عـلى قَلـبي بكلِ وقـاحَـة
ما عـَادَت ترى في كَـنَـفي مَـلاذاً ... ولا تسمَـعُ آهاتَ قلبي وصِيَاحَـه
تَركَت النّـار تـشتَـعلُ في صَدري ... وغَـرَستْ بالهـَجـر فيهِ رِماحَــه
ما قابلتُ حُسـنَ مَعـشَرِها بِشَــرٍ ... بادلـتُها الجَميلَ رعايـَةً وسَماحَة
ولا كانت كعُصفورٍ يَنـشُدُ حُريَّـةً ... من الأسْـر حتى أُطـلِقَ سَراحـَــه
هيَ مَن حَبسني في سجنِ هواها ... سَجَـنَتْ قـلبي وأضاعَتْ مُفتاحَـه
لها وَحدها خَـفَقَ الفـؤادُ طــرَبـاً ... وقـلبُـــها أَخلَـيْتُ لهُ كلَ الساحـَـة
أغرقَتني طـَوعاً في بحرِ هِيامِها ... وحـبُّها اجتـاحَ قـلبي واستَباحَــه
في قـَاعِ بحرِ الهـوى أوْدَعـتْـني ... أنْهَـلُ من كُنـوزِهِ ناعماً بالرّاحـَة
أنـا لا أَقوَى على فِـراقـــها وانْ ... آلَـمَتْ فــؤادي وأثْـخَـنتْ جِراحَـه
ليسَ عنها تُغـنـيني بناتُ الهَوى ... والخيـانةُ ذنبٌ أخـشَى اجتِراحَـه
أهـكذا أُبـادلُها الوفــاءَ فأُهـمِلُهـا ... وقـدْ كانتْ تَسقـيني بِوِدٍ أقداحَــه
وأنسى قَـمراً بهياً كان يُنـاجيني ... يؤنِـسُ لَيلي ويَبسُطُ ليَ جَناحَـه
وشمساً أضـــــاءَ حـبُّـها دُنيـايَ ... مُـذْ شهَـرَتْ في وَجـهي سِلاحَـه
أضْحى مَركِـبي من غَـير شِراعٍ ... تَـتَلاطَمُه الأمواجُ تَبغي اجْتـياحَه
كان اللّيـلُ يَرقُبُ سهرَنا بشغَـفٍ ... والنجومُ تـتغـامزُ لِوِصَالنا لمّاحَـة
قُبلَةُ الصّبْحِ بطيبِ ريحِها تعطّرَتْ ... ويــدُها من الشُّـرفةِ لِيَ لوّاحـَة
وعنــدَ إيـابي استـقْبالُها يُنـسيني ... تعبَ نَهاري بطَلْـعَتِها الوضّاحـَة
معاً شَـهِدنا حُلوَ الحـياةِ ومُـرَّهـا ... واقْـتسَمنا مآسيَ الدَهْرِ وأَفـراحَـه
رفيـقَةُ سـوءٍ لهـــا زَيّـنَـت زوراً ... حُقوقُكِ في رَغَدِ العَيشِ مُستَباحَة
شـبابُـكِ ضــاعَ في رضـا زوجِك ... كَم ضيّـقتِ على نـفسِكِ المِـساحَة
لِمَ لا تَجـني بتجــارة كما يَـجـني ... لِمَ تـكبَحينَ لـطُـمــوحِكِ جِـماحـَـه
أينَ الـذّهبُ لا يُـزيّنُ رِقّـةَ يديـكِ ... وثيـابُك تُخفـــي مَفاتـنَكِ الذّبّاحـَة
شَرَعَـتْ تَـبني لَهــا زيْـفَ أحـلامٍ ... فـما عـادتْ قانِعَـــةً ولا مُرتاحـَــة
إذا طَـلَعَ النّـهارُ خَـلَتْ لـتِجارتها ... وإذا غَرَبَت شمسُهُ تُحصي أرباحَه
ويــومي أُسابقُ شـمسَ مَغـيبـِهِ ... لِـمَن يَكـدحُ الـزّوجُ ويُهدي نجاحَه
في لـيلُها تَـنــثُرُ بــريقَ سِحرِها ... بيـن المقاهي والمــلاهي سَـوّاحـَة
وليلي تَجـرّدَ عاريا من أنـوثَتِها ... فاسْتحـال ضجَراً ووِحْـدةً وقَباحَـة
أَرِقُ العــينِ ساهرٌ بعد غَـفوتِهـا ... ودموعُ عـيني من الشّوقِ فَضّاحَة
أصبحـتُ عندَهـا كضَيـفٍ ثـــقيلٍ ... والبيـتُ أضْـحى فُنـدقاً واستـراحَة
ما الغِـنى في سِعـةِ مــالٍ ورِزقٍ ... قـنــاعةُ المرءِ تبقى غِناهُ وفلاحـَه
ولا السّعادةُ في عقدٍ يُزيّـنُ عنقاً ... ولا في قــصرٍ مَـشِيـــدٍ وسـياحـَة
سـوادُ اللّيلِ أَطْبَقَتْ علَيَّ عَـتمَتُهُ ... ضاقَ صَـدري فمتى أرَى صَباحَه
عـودي لِـوِدّي فأنا اليومَ أناديـكِ ... أَعـيدي لِـدربي نـورَهُ ومِصباحـَـه
غَربَت شمسي وغابَ ليـلُ أنسي ... أَعـيدي لِـقلبي بهجَتَهُ وانشراحَـه
ما في رِحـلةِ العُمرِ مُـتّسَعٌ يبدو ... فاجـبُري الكَـسرَ وعجّلي إصلاحَه
وُرَيقـاتُ العـمرِ دانتْ خَـواتيمُها ... ليومٍ لا يُجـدي فيهِ نَـدْبٌ أو نياحَة
أبحَــرَ قــلمي في يمِّ الألمِ نازفـاً ... يَشـكو من فَيضِهِ غيضاً بفَصاحَة
امرأةٌ تَـرومُ حـريّةً لا سقفَ لها ... لِما لَم تُعْـلــمْهُ يومَ قـبِلتْ نِكاحـَــه
أسَعـادَةٌ راحـــةُ البـَـالِ زينـتُــها ... أمْ عَـيشٌ مُخمَليٌ تشردُنا رياحـَـه
تَركتْني أتَجـَـرَّعُ المَرارةَ والأسَى ... دَاستْ عـلى قَلـبي بكلِ وقـاحَـة
ما عـَادَت ترى في كَـنَـفي مَـلاذاً ... ولا تسمَـعُ آهاتَ قلبي وصِيَاحَـه
تَركَت النّـار تـشتَـعلُ في صَدري ... وغَـرَستْ بالهـَجـر فيهِ رِماحَــه
ما قابلتُ حُسـنَ مَعـشَرِها بِشَــرٍ ... بادلـتُها الجَميلَ رعايـَةً وسَماحَة
ولا كانت كعُصفورٍ يَنـشُدُ حُريَّـةً ... من الأسْـر حتى أُطـلِقَ سَراحـَــه
هيَ مَن حَبسني في سجنِ هواها ... سَجَـنَتْ قـلبي وأضاعَتْ مُفتاحَـه
لها وَحدها خَـفَقَ الفـؤادُ طــرَبـاً ... وقـلبُـــها أَخلَـيْتُ لهُ كلَ الساحـَـة
أغرقَتني طـَوعاً في بحرِ هِيامِها ... وحـبُّها اجتـاحَ قـلبي واستَباحَــه
في قـَاعِ بحرِ الهـوى أوْدَعـتْـني ... أنْهَـلُ من كُنـوزِهِ ناعماً بالرّاحـَة
أنـا لا أَقوَى على فِـراقـــها وانْ ... آلَـمَتْ فــؤادي وأثْـخَـنتْ جِراحَـه
ليسَ عنها تُغـنـيني بناتُ الهَوى ... والخيـانةُ ذنبٌ أخـشَى اجتِراحَـه
أهـكذا أُبـادلُها الوفــاءَ فأُهـمِلُهـا ... وقـدْ كانتْ تَسقـيني بِوِدٍ أقداحَــه
وأنسى قَـمراً بهياً كان يُنـاجيني ... يؤنِـسُ لَيلي ويَبسُطُ ليَ جَناحَـه
وشمساً أضـــــاءَ حـبُّـها دُنيـايَ ... مُـذْ شهَـرَتْ في وَجـهي سِلاحَـه
أضْحى مَركِـبي من غَـير شِراعٍ ... تَـتَلاطَمُه الأمواجُ تَبغي اجْتـياحَه
كان اللّيـلُ يَرقُبُ سهرَنا بشغَـفٍ ... والنجومُ تـتغـامزُ لِوِصَالنا لمّاحَـة
قُبلَةُ الصّبْحِ بطيبِ ريحِها تعطّرَتْ ... ويــدُها من الشُّـرفةِ لِيَ لوّاحـَة
وعنــدَ إيـابي استـقْبالُها يُنـسيني ... تعبَ نَهاري بطَلْـعَتِها الوضّاحـَة
معاً شَـهِدنا حُلوَ الحـياةِ ومُـرَّهـا ... واقْـتسَمنا مآسيَ الدَهْرِ وأَفـراحَـه
رفيـقَةُ سـوءٍ لهـــا زَيّـنَـت زوراً ... حُقوقُكِ في رَغَدِ العَيشِ مُستَباحَة
شـبابُـكِ ضــاعَ في رضـا زوجِك ... كَم ضيّـقتِ على نـفسِكِ المِـساحَة
لِمَ لا تَجـني بتجــارة كما يَـجـني ... لِمَ تـكبَحينَ لـطُـمــوحِكِ جِـماحـَـه
أينَ الـذّهبُ لا يُـزيّنُ رِقّـةَ يديـكِ ... وثيـابُك تُخفـــي مَفاتـنَكِ الذّبّاحـَة
شَرَعَـتْ تَـبني لَهــا زيْـفَ أحـلامٍ ... فـما عـادتْ قانِعَـــةً ولا مُرتاحـَــة
إذا طَـلَعَ النّـهارُ خَـلَتْ لـتِجارتها ... وإذا غَرَبَت شمسُهُ تُحصي أرباحَه
ويــومي أُسابقُ شـمسَ مَغـيبـِهِ ... لِـمَن يَكـدحُ الـزّوجُ ويُهدي نجاحَه
في لـيلُها تَـنــثُرُ بــريقَ سِحرِها ... بيـن المقاهي والمــلاهي سَـوّاحـَة
وليلي تَجـرّدَ عاريا من أنـوثَتِها ... فاسْتحـال ضجَراً ووِحْـدةً وقَباحَـة
أَرِقُ العــينِ ساهرٌ بعد غَـفوتِهـا ... ودموعُ عـيني من الشّوقِ فَضّاحَة
أصبحـتُ عندَهـا كضَيـفٍ ثـــقيلٍ ... والبيـتُ أضْـحى فُنـدقاً واستـراحَة
ما الغِـنى في سِعـةِ مــالٍ ورِزقٍ ... قـنــاعةُ المرءِ تبقى غِناهُ وفلاحـَه
ولا السّعادةُ في عقدٍ يُزيّـنُ عنقاً ... ولا في قــصرٍ مَـشِيـــدٍ وسـياحـَة
سـوادُ اللّيلِ أَطْبَقَتْ علَيَّ عَـتمَتُهُ ... ضاقَ صَـدري فمتى أرَى صَباحَه
عـودي لِـوِدّي فأنا اليومَ أناديـكِ ... أَعـيدي لِـدربي نـورَهُ ومِصباحـَـه
غَربَت شمسي وغابَ ليـلُ أنسي ... أَعـيدي لِـقلبي بهجَتَهُ وانشراحَـه
ما في رِحـلةِ العُمرِ مُـتّسَعٌ يبدو ... فاجـبُري الكَـسرَ وعجّلي إصلاحَه
وُرَيقـاتُ العـمرِ دانتْ خَـواتيمُها ... ليومٍ لا يُجـدي فيهِ نَـدْبٌ أو نياحَة
أبحَــرَ قــلمي في يمِّ الألمِ نازفـاً ... يَشـكو من فَيضِهِ غيضاً بفَصاحَة
امرأةٌ تَـرومُ حـريّةً لا سقفَ لها ... لِما لَم تُعْـلــمْهُ يومَ قـبِلتْ نِكاحـَــه
أسَعـادَةٌ راحـــةُ البـَـالِ زينـتُــها ... أمْ عَـيشٌ مُخمَليٌ تشردُنا رياحـَـه
1 Comments:
شكراً لخطوات قادتنى الى هنا
رائعة تلك الكلمات
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home