أحوال الناس والمجتمع

بدي احكي عالنسوان
أخضر بالخط العريض
وعلى الباغي تدور الدوائر
ديوان الشعر والأدب

لا تحزني يا نفس
خيانة الأصدقاء
أمثال وعبر لمن اعتبر
قصص غير شكل

قصة الفايسبوك
ما تخبرو حدا خلليها بيناتنا
سمعان بالضيعة
حتى لا ننسى

درس في تاريخ أميركا
الطائرة المصرية التي أسقطت
حذاء الكرامة بعشرة ملايين دولار
جديد التكنولوجيا

سوني اريكسون اكسبيريا
أشهر العاب لقذف بوش بالحذاء
مناقصتي الخلوي في لبنان
علم وفهم

حياتكن الخاصة...عالمفضوح
أسرار الشعوذة والتنجيم
احذروا الهكرة
فهرس المواضيع
والأبواب
غرائب وصور

خضار وفاكهة غريبة
أزياء من البالونات
غرائب اليو.أس.بي
كاريكاتور وفكاهة

ليلى والديب
أبو العبد لما يحكي أنكليزي
الفيلم المصري والمكسيكي

Jun 1, 2011

أحـــــــلام ضـــــــائعــة




حدث ذلك في إحدى ليالي الصيف الملتهب، الذي ألزمني طيلة لياليه، السكون بلا حراك، في غرفة سدت فيها المنافذ جميعها، إلا ذلك المنفذ إلى العالم الخارجي، منفذ شاشة التلفاز. كدت أغفو مستلقيا على الأريكة، مستسلما لنشاط مكيف الهواء ورحمته، ولهمًة ذلك العداد البغيض، لساعة الكهرباء، التي لا ينفك قرصها عن الدوران، طاحنا جزءا لا بأس فيه من راتبي الشهري

وبينما أنا كذلك، إذ يقطع سكون الليل صراخ وعويل قذف الرعب في قلبي، وألزمني النهوض مسرعا، بخطوات متعثرة، إلى الشرفة المطلة على الشارع العام

 
يا للهول .... ما هذا الذي أراه ... سيارة متوقفة وسط الشارع، وقد شرعت أبوابها الاربعة، وشابان يحاولان الإمساك بفتاة، ما انفكت تستغيث صارخة. تمكنا من إمساكها واقتيادها عنوة، الى مقعد السيارة الخلفي، إلا أنها وبحركة مباغتة، تمكنت من الإفلات منهما، ليبدأ الكر والفر والصراخ من جديد وقد حجبت بعض الابنية رؤية ما يجري


أصبت بالذهول وما عدت أدري ماذا عساي أن أفعل ... وهل أنا الوحيد الشاهد على ما يجري؟ أين سكان الحي؟ أين الشرطة؟ أين الجيران؟ هل أتركها لمصيرها؟ وهل أتمكن وحدي من إنقاظها؟ لربما كانا مسلحين أيضا. وفي غمرة افكاري المتسارعة والمتصارعة أيضا، رأيت الشابين يعودان إلى السيارة دون الفتاة، لينطلقا مسرعين مخلفين وراءهما طريدتهما، التي لم تعد ظاهرة في المشهد وإنما أنينها من الخوف ولربما من الألم أيضا، كان البشرى لي، بانها ما تزال على قيد الحياة

نظرت في ساعتي ... إنها الثالثة بعد منتصف الليل .... تبا لسكان هذا الحي، تبا لهم ولنومهم الثقيل ... ما عاد لي من حجة ... لا بد ان أهرع لإنقاذها ورؤية ما أصابها. وهكذا كان

الحمد لله ليس بها جراح بالغة ... بعض الندوب والجروح الطفيفة، إلا أنها كانت منهارة تماما. هدأت من روعها وألقى الله في نفسها الطمأنينة لوجودي ... بدا ذلك واضحا من قولها لي مستنجدة : دخيلك يا حاج .... إيدي بزنارك

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .... دخيلك يا حاج؟ وهل أبدو لها حاجا بيت الله الحرام؟ أم أنه ذلك الجلباب الابيض الذي كنت أرتديه؟ لا... لم يكن هو السبب، في إطلاق وصف "الحاج" علي، فلطالما نوديت بالحاج والعم في أماكن ومواقف كثيرة، رغم ارتدائي للثياب العصرية او اللباس الرسمي أو ما يسمي بالملابس "السبور"..... لعلها سماحة الوجه ... لربما

اصطحبتها الى المنزل، حيث وجدت زوجتي بالانتظار، وقد استفاقت من الضوضاء التي أحدثتها عند خروجي، واستلزم شيئا من الوقت، لأوضح لها ما جرى، وسبب اصطحابي إلى البيت وفي ذلك الوقت المتأخر، لتلك الشابة ذات الثياب التي تظهر من مفاتنها أكثر مما تخفي وأنا "الحاج" الوقور ذو الجلباب الأبيض


شرعت تحكي لنا قصتها ومحنتها وما جرى معها وقد اغرورقت عيناها بالدموع فقالت:

أنا الغلطانة... أنا المسؤولة عن كل يللي صايرلي. هلق عرفت أديش كنت هبلة غبية ومخدوعة

قلت لها: طولي بالك ... روقي شوي وحكيلنا شو قصتك

قالت: أنا بنت عز، وحيدة إمها وبيها. والدي غني كبير وعلى طول غايب عن البيت وما بشوفو إلا الصبح وشوي اول المسا. مقضيها من إجتماع لاجتماع ومن سفرة لسفرة ... كلو منشان التجارة والعملة والدولارات. وأنا مفتقدة حنان الأب يللي بيهتم فيي ويتابع أخباري ومشاكلي ودراستي بالجامعة ... افتقدت الأب يللي يرشدني ويدلني على الطريق الصح . الأب يللي يغمرني ...يضمني لصدرو ويفرج هني همومي. مع كل المال والثروة والعز يللي نحنا فيه، ما دقت طعم السعادة .... دايما كئيبة وحاسة حالي ضايعة وفي شي ناقصني

قلت لها : طيب ما جربتي تشرحيلو سبب ضيقك والحاجة لوجودو جنبك؟

قالت :امبلا ... حاولت أكتر من مرة سايرو واشرحلو أديش أنا كئيبة بحاجة لمساعدتو، بس كان عاطول يصرخ فيي ويقللي شو ناقصك ؟ كل شي أمنتلك اياه ... مصروفك قد معاش اكبر موظف عندي وبتلبسي أغلى لبس وبتاكلي أطيب أكل وعم تدرسي بأهم جامعة بالبلد، وعندك أغلى سيارة موديل السنة ... شو ناقصك بعد؟

دايما قللو يا بابا ما بدي منك لا مال ولا تياب ولا سيارة. بدي حنانك، بدي تحس فيي، بدي تحسسني بالامان، تفيدني من خبرتك واستفيد من توجيهاتك. حاسة كأني يتيمة بلا أب، وهو بكل مرة يسمًعني نفس الحكي ويتحجج إنو كتير مشغول وما فاضي لهالدلع الفاضي ويتركني ويضهر

قالت لها زوجتي : طيب وأمك؟ شو موقفها ؟ ما بتساندك وبتوضح لأبوكي وجهة نظرك، أو على الاقل بتعوضك عن حنان الأب بعطفها واهتمامها؟

قالت : مين؟ ماما؟ ما هي التانية مش واعيتلي ... بالنهار عالصبحيات من صديقة لصديقة أو عند الكوافير أو عالموبايل أو عم تعمل شوبنغ. وبالليل ... على سهرات رقص وطرب، ما بيلحق بابا يسافر برات البلد، حتى تاخد راحتها ، وكل مسا بتضهر على آخر طرز، وما بترجع إلا بعد نص ليل، طايشة ومخمورة

قلت لها : ما بيصير هيك؟ مش منطق.... كمان والدتك؟على مين تاركينك؟ ...طيب ما بتجتمعوا عالغدا أو حتى عالترويقة مع بعض؟ ما حاولتي تعكسي الأدوار وبدل ما هني يوقفوا حدك، توقفي إنتي حدهن، وتساعديهن على حل مشكلتهن؟ ممكن هني يكون عندهن مشكلة بالأساس مخلايتهن يتصرفوا بالشكل هيدا

قالت : حاولت كتير بدون نتيجة...هني أساسا ما بيحكوا مع بعض إلا رفع عتب . طالما البابا بيتركلها كل يوم الصبح رزمة دولارات، بتطنش وما بتعود تسأل لا وين راح ولا من وين إجا. وهو كمان طالما تاركتو هي على راحتو، بيغض نظرعن تصرفاتها وضهراتها وسهراتها

قالت لها زوجتي : طيب شو يللي وصلك لهون؟ هالشابان شو كان بدهن منك؟ كانوا خاطفينك منشان فدية والا كانوا عم يحاولوا يعتدوا عليكي؟

قالت : جايتكن بالحديث .... أنا بعد كل هالوضع المعقد يللي عايشتو، صرت إلهي حالي بشغلات تافهة تعوضني عن الضياع والحزن يللي أنا فيه، قلت بركي بلتهي وبنسى وبلاقي السعادة اللي ضايعة مني. صرت قضيها شوبنغ من أغلى دور الازياء العالمية وأشعر بالفرح كلما اتطلعوا فيي الناس وعجبهن فستاني أو سكربينتي أو الدهب يللي لابستو. أنبسط لما حسهن عم يتغامزوا عليي أو لما إشعر إنو صاحباتي غيرانين مني ... بس مع الأسف، كانت الفرحة تدوم دقايق، ساعة أو ساعتين، ومن بعدها ترجعلي الكآبة والضيق والدموع. ما خليت شي ما جربتو، صرت تابع الموسيقى العربية والأجنبية، أول ما ينزل دي.في.دي جديد عالسوق ، كنت أنا أول مين يشتريه، وقضي الساعات والليالي على طرب ورقص .. بس كمان للاسف، كل هالشي ما جاب نتيجة وإحساسي بالمرارة والفراغ زاد. سافرت سياحة على أوروبا وأميركا وحتى هونغ كونغ وماليزيا ما خليت بلد يعتب عليي، والنتيجة كانت هي هي. بعد كل سفرة إرجع للمعاناة نفسها

لحين ما قالولي صاحباتي إذا بدك تكوني سعيدة بحياتك ما إلك إلا شاب تحبيه ويحبك ويشعر فيكي ويتفاعل مع أحاسيسك ويشعرك بالاهتمام، تسهروا مع بعض وتقضوا أحلى الاوقات. اقتنعت منهن وشفت بهالطريقة إنو ممكن تنحل مشكلتي. فصرت إتنقل من شاب لشاب ومن سهرة لسهرة. نقضيها بالمطاعم وبيوت الأصحاب والنايت كلوبز، وصار عندي شلة وكلهن بيحبوني وبيسألوا عني، لحين ما عرفني أغلى صديق عندي، على شابان أصحابو. غمروني بلطفهن وكلامهن المعسول وهضامتهن ورقتهن وقضينا السهرة مع بعض، على رقص وشرب وضحك لحين ما استويت . أصروا عليي يوصلوني عالبيت ولما حسوا إني مش واعية منيح، حاولوا يتحرشوا فيي بالسيارة ويعتدوا عليي بالقوة وهيدا اللي صار. دخيلكن ساعدوني .... حاسة حالي ضايعة ضايعة

وأتوقف هنا ... فقد ظهر المطلوب واتضحت الصورة لكل عاقل لبيب، وبانت مخاطر التفكك الأسري الذي سردت لكم للتو قصة من قصصه. وحتى لا يتحول المقال إلى مسلسل تركي أو مكسيكي طويل، فاني أترك لكم أيها القراء إستخلاص العبر وتدبر الموقف والعمل على تلافي الثغرات، والتي يمكن أن تكون قد تسربت إلى حياتنا على غفلة منا، من خلال نمط عيش كل واحد فينا وطريقة تعامله مع أفراد أسرته

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home