الصديق المزيف
لَيــًـنُ العـَــريكةِ مع كـــلِ مُــلايِــنٍ ... وصخرةٌ صمّاءُ تَصُدُ كلَ مُعــارِك
وبـــاسمٌ بصفــــاءِ ودٍ لِكلِ صـادقٍ ... وكاشفٌ أنيابي لمُعادٍ غير ضاحِك
صـــدوقٌ لصديـــقٍ غيـرَ مُمـَـالـقٍ ... وفـيٌّ إذا وافـتـْهُ الليـالي الحَـوالك
تَخشــاني وقد كُنتُ أُهديـكَ عَونـاً ... ما يَخْفى الحَسدُ الجليُّ في أفعـالِك
بالخُــلُقِ الرّفيــعِ والكـرامةِ أَسْمـو ... وأنـأى بِحرفـي بعيـداً فلا أُشارِك
السفيــهُ بالصـمْتِ اكتَـفـيهِ جوابـاً ... وفـارقْ مُنــافِقاً لِمَكيـدةٍ لكَ حائِـك
إنْ أتقــنتَ لـهُ فـنَّ الحـرْفِ هابَـكَ ... وضاقَ ذَرْعاً بما خطَّيتَهُ بشِمـالِك
خــالَكَ خَصْمـــاً تُنـازِعُـهُ الظُهـورَ ... وأنتَ تَحْسـَب نَجَاحَهُ منْ نجاحك
وزادتْ فُنونــُــكَ جَـذوَةَ لَهـيــبِــهِ ... فضـاقـتْ بهِ السُّــــبُلُ والمَســـالِك
وبــاتَ يـترَبـَّــصُ بِـكَ مُتـَـوَجِّســاً ... وأنتَ تَغمُـرُهُ بإخـلاصِكَ ووفـاءِك
وقــلبُــهُ السَّقـيـمُ تَأجَّــجَ غَــيـرةً ... وعَصا غـدرِهِ دسَّـها في دولابـِـك
نَسِيَ يــومَ هــَـوى فأخـذْتَ بيــدِهِ ... وكَم خُضـتَ لأجْـلِهِ مِــن مَعــارِك
وزَرعْـتَ في أحلامِـه أملاً واعـداً ... وذللْتَ له ثـَرى طريـقِـه الشائـِك
عاهَدَكَ الوفاءَ لمّا شَرعْتَ تُؤازِرُه ... والتزَمكَ إذْ قـلَّتْ عـندَه المدارِك
تَعِـسَ وضــيعٌ أطـــاحَ بهِ الغُرور ... والغــُرور دومـاَ بِصاحِبِهِ فـاتـِك
عَجَــبٌ هـي الدُنيـا بِما حَـوَتْ منْ ... جـاحِدِ وحَقـودٍ ضـميرُهُ مُتَهـالـِك
وعَهـداً ستبـقى فُـنوني في ألَـقِها ... كبـريقِ نَــجمٍ يُـرشِدُ كـلَ ســـالِك
Labels: الصديق المزيف ، الصديق المخادع ، الصديق الكاذب، الصديق المحتال
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home