انها حقا ليلة مرعبة
حدث ذلك في احدى المناطق الجبلية في روسيا عام 1982. وقف رجل في ليلة حالكة الظلام، قارصة في بردها ،على جنب الطريق بانتظار سيارة تقله
مرالوقت بطيئا وثقيلا والرجل في وقفته تلك، حتى كاد يتجمد من شدة البرد. ومما زاد الطين بلة، ان المطر هطل بشدة واغرقه من رأسه حتى قدميه
وفجاة رأى سيارة مقبلة صوبه من بعيد، فترصدها حتى أصبحت بقربه وكانت تسير سيرا بطيئا في هذا الطقس العاصف المظلم، وظن ان السائق أبطأ السيارة ليقله، عندما توقفت الى جانبه، فمد يده وفتح الباب ودخل فيها واغلق الباب فرحا بالنجدة التى ارسلها الله اليه بعد طول انتظار
وقبل ان يتفوه بأي كلمة، التفت ليصدم بما لم يكن في الحسبان. لا احد في السيارة، والأدهى ان لا أحد يجلس خلف المقود . فجن جنونه لذلك، وهم بان يغادرها لولا انها اسرعت قليلا وأصبح صعبا عليه مغادرتها والقفز منها
جلس في مكانه متجمدا من شدة الخوف وتناسى ما به من برد وبلل، إنها سيارة مسكونة، كالتي يراها في أفلام الرعب. ارتبط لسانه وما عاد يقوى على النطق، أراد الصراخ فلم يتمكن من ذلك
بدأ المزيد من الرعب يسيطرعلى فؤاد الرجل، وبدأت السياره تسرع اكثر فأكثر، الى ان باتت قريبة من منعطف بالغ الخطورة. من شدة ما حل به تلك اللحظة، تمكن الرجل من تحريك لسانه بكل ثقل، داعيا ربه أن يبقيه على قيد الحياة، اذ ان السيارة لا بد ان تخرج عن الطريق لتكمل مسارها نحو الوادي السحيق. سوف يواجه الموت المحتم
وفجأه قبل المنعطف بقليل تدخلت يد امتدت من النافذه وامسكت المقود وقادت السيارة عبر المنعطف بأمان. طار قلبه فرحا بالنجاة، الا ان الرعب والهلع لم يفارق قلبه، الذي بدأت نبضاته بالتسارع والتباطؤ، وكاد قلبه يتوقف وقد ظهر على وجهه الاعياء الشديد إلا أنه كلما اقتربت السيارة من منعطف، تظهر تلك اليد من جديد من خلف الظلام لتمسك بالمقود وتنقذه من موت محقق
تمالك نفسه قليلا وصار يهدأ من روعه رويدا رويدا، حتى بدا قادرا على التفكير. قرر الهروب من السيارة ولو شردته الامطار وضاع في غياهب الظلام وأكلته الوحوش الجائعة، فهو عليه أهون
انتظر الفرصة المؤاتية، عندما انخفضت سرعة السيارة حتى كادت تتوقف فتح باب السيارة ورمى بنفسه منها ليتدحرج بضعة امتار على الطريق الموحل
قد نجح بالفرار وتملكه الفرح من جديد بنجاته، وصار يركض مذعورا هائما على وجهه وحالفه الحظ بأن شاهد ضوءا خافتا من بعيد، فتوجه نحوه ليتبين له عند اقترابه منه انه حانة عند مدخل إحدى القرى
دخل الحانة، وكان في حالة يرثى له، مبتلا وفزعا ، حتى لفت نظر جميع من كان في الحانة. تحلق حوله الجميع وبدأ يحدثهم بقصته المرعبة ، وقد بدت عليهم الدهشة لهول ما جرى للرجل. شكوا في أمره بادئ الأمرالا انهم مالوا الى تصديقه مع غرابة قصته، اذ لا يبدو من كلامه انه مجنون أو ثمل
وفي أثناء سرده لقصته، دخل رجلان إلى الحانة وطلبا مشروبا ساخنا فقد كانا يشعران ببرد شديد وعندما شاهدوا الرجل الذي تحلق حوله الجميع
قال احدهما للأخر: دخلك مش هيدا المسطول الاهبل نفسه، يلي ركب بالسيارة ونحنا عم ندفشها تحت الشتي
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home