ما الحب إلا للحبيب الآخر
أقـبل الصــبحُ فـيا بـلابــلُ غـرِّدي ... وانثري الألحانَ في كلِ ناح ٍواسعَدي
الطـيرُ ترنـَّم كــلٌ ينـــادي وليـفـَه ... فطربتِ الأرجـــاءُ بنـغَمِِ شجي ٍأجــودِ
وبـريـقُ الشــمس ِتـسلـَّل متــلألأً ... ما مـالـتِ الغـصونُ تــروحُ وتغـــتدي
قـطرُ الندى قـبَّـل الأزهـارَ بـرقـَّة ... فــتبسَّمت ثـغــورُهـا مـن غـير تـنـهـُّدِ
وحمـلتِ النسـائمُ أعـطـارَ الـثـرى ... فـتضوَّعَـت لتزيدَ في جمــال ِالمشـهدِ
يـاقـوتة ٌوضَّـاءة الطَّـلعـَـة أهـلَّـت ... ضــاءَ مُحيَّـاها حُمرَة ُالخـــدِّ المُتورد
فـتَّــانة إن جَـالت سَرَتْ نَـسائِمُها ... ليتَ الصبـاحَ بســنـا ِشمـسِها يَـبـتدي
بـدرُ التمام ِيَستدلُّ البـدرُ بنـورها ... كما يُهتدى في اللـيل ِالبـهيم ِبالفـرقدِ
سحرتني بقـدِّها الرشـيق ِالأغــيَدِ ... وأنــا مُســمـَّــرٌ فبـهــاءُها مُـقــيِّـدي
القـلبُ أنشدني هـذا أوانُ الموعدِ ... كأنما ابـتــدا للتـوِّ في الحُـبِّ مَـولِدي
أضاعَ الذهولُ رجَائي في وَصلِها ... فــنظيرُ حـسنِـها عَينــــايَ لم تَـشـهَدِ
أرقــتُ فـي الدُجـى صبـاً لرؤيتِها ... ومنعَـتِ الهُـدبُ نومَ مشتــاق ٍمُسهَـدِ
أرسَلتُ الطيورَ تأتـيني بأخبـارِها ... ترصُـدُهـا من فـضـاءِ الأفـُـق ِالأبــعَدِ
وأَطـلقتُ الحمـائمَ إثرَها مُرسَلاتٍ ... لعـلَّـني مـن عبــير ِطيـفـِها أهـتـــدي
جُمــانة ٌلله درُّهــــا من ريحـــانةِ ... ليتـَها مـا أهـلَّت ذاكَ الصباح ِالأسودِ
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home